اقتبست الأسطر الآتية من مقابلة أجرتها خبيرة الآثار الفرنسيّة Estelle Villeneuve مع نظيرها الأمريكي Michael Peppard. كلاهما مهتمّان بتاريخ وآثار الشرق الأدنى الدينيّة المتعلّقة بالكتاب المقدّس وخصوصاً - بالنسبة للدكتور پپارد - كتاب العهد الجديد.
الكنيسة المنزليّة في دورا (من اللاتينيّة domus ecclesia) كناية عن بيتٍ للسكن حوّلته جالية المدينة المسيحيّة إلى دارٍ للعبادة ولا تتبع نموذج الكنائس الملكيّة basiliques التي بدأت مع قسطنطين الكبير وخلفائه. كانت دورا أوروپوس مدينةً على الحدود الشرقيّة للإمبراطورية الرومانيّة وتواجدت فيها حامية. تنتمي كنيسة دورا إلى العهود السابقة لانتشار الكنائس في القرن الرابع للميلاد ونعرف تاريخ تحويل البناء إلى كنيسة بدقّةٍ بالغة بفضل كتابةٍ من العام ٢٣٢ - ٢٣٣ م. اكتشفت الكنيسة المسيحيّة ومصلّاها وحجرة المعموديّة فيها عام ١٩٣٢ من قبل فريق من جامعة Yale في مكانٍ ليس بالبعيد عن كنيس المدينة اليهودي في حيٍّ ردم تعزيزاً للسور تجاه تهديد الساسانييّن عام ٢٥٦. خسر الرومان المعركة وهجرت المدينة المنكوبة بيد أنّ الردم المذكور وهجر الموقع بعده أنقذا عدداً من الأبنية بما فيها زخارفها الرائعة. غطّت عدّة لوحات لمشاهد استوحيت من الأناجيل جدران بيت المعموديّة في كنيستنا على نسقين أحدهما فوق الآخر. ليست هذه الرسوم بحالتها الراهنة الأفضل نوعيّةً من مخلّفات دورا ولكنّها تبقى - مع رسومات سراديب رومية - أقدم ما تركه الفنّ المسيحي من الصور على الإطلاق.
أعاد الأستاذ پپارد في كتاب "أقدم كنيسة في العالم" (إصدار ٢٠١٦ ومن أفضل ما كتب عن الكنيسة) تفسير البعض من لوحات بيت المعموديّة مخالفاً لآراءٍ وفرضيّاتٍ سادت لعشرات من السنوات ومستنداً في مطارحاته إلى النصوص الدينيّة والدراسات الفنيّة المقارنة كما سنرى في الأسابيع القليلة المقبلة.
Michael Peppard: The World's Oldest Church: Bible, Art, and Ritual at Dura-Europos, Syria.
Estelle Villeneuve: Les images de la «maison église» de Doura Europos décryptées.
No comments:
Post a Comment