لا تعني ندرة الصور التاريخيّة (إن لم نقل غيابها التامّ) عن بيت فارحي عدم وجود معلومات عنه. قامت الدكتورة Macaulay-Lewis بتقصّي هذه المعلومات وجمعها وأجرت دراسات ميدانيّة عن هذا البيت والبيوت اليهوديّة المجاورة له (الدحداح ولزبونا واسطنبولي وصولاً إلى مكتب عنبر) عام ٢٠١٠-٢٠١١ وحاولت قدر جهدها إعادة رسم صورة البيت الأصلي قبل التعديلات التي أجريت عليه خلال الترميم بين ٢٠٠٤ و ٢٠١١ مستعينة في هذا الصدد بالعديد من الصور التي جمعتها للبيت قبل وبعد الترميم (١٢٠١ صورة). لنستعرض باختصار المصادر التي اعتمدتها.
النقوش الكتابيّة
لدينا كتابات عبريّة وآراميّة (إلى درجة أقلّ) في خمس مواضع في بيت فارحي. تتعلّق هذه الكتابات بمثل مالك البيت العليا وإيمانه ومعتقده وهناك ما يشابهها في سائر البيوت اليهوديّة. بالطبع هناك كتابات عربيّة.
المصادر العربيّة
كتب الدكتور ميخائيل مشاقة عن أحداث تتعلّق بتاريخ الأسرة بما فيها وفاة حاييم فارحي عام ١٨٢٠ وتعرّض لقضيّة فطير صهيون المزعوم عام ١٨٤٠ ولكنّه لم يعط تفاصيلاً عن البيت.
الملفّات والسجلّات
تعطينا وثائق المحاكم في العهد العثماني فكرة عن التواريخ والبيع والشراء والأسعار ولكنّها لا تزال بحاجة إلى دراسة شاملة حالت دونها ظروف الحرب الدائرة منذ ٢٠١١.
روايات الرحّالة
أوّل من زار بيت فارحي من الأوروبييّن على حدّ معلوماتنا الرحّالة الألماني Otto Freiherr von Richter وكان ذلك عام ١٨٠٥ تلته الإنجليزيّة الليدي Hester Stanhope عام ١٨١٢ وأعطانا مرافقها الدكتور Charles Meryon أوّل وصف مفصّل لبعض مكوّناته (منها ما اندثر). ندين للرحّالة James Silk Buckingham بوصف على درجة لا بأس بها من الدقّة لزخارف البيت وعمارته عام ١٨١٦. أتى يعده المبشّر John Wilson عام ١٨٤٣ ولسرد هذا الأخير أهميّة خاصّة نظراً لإلمامه بالعبريّة وقيامه بنسخ بعض الكتابات التي درست. زار الفنّان Frederic Leighton البيت عام ١٨٧٣ وإليه تعود اللوحة أعلاه (له لوحة ثانية سيأتي دورها). ذكر دليل Murray السياحي هذا البيت دون تفاصيل.
الدراسات الأكاديميّة
بيت فارحي غائب عن دراسة Wulzinger & Watzniger (نشرت عام ١٩٢٤) ولا يظهر على خريطة العالمين الطبوغرافيّة.
تعيّن الانتظار إلى أواخر القرن العشرين لمزيد من الدراسات والبدء في تصوير البيت!
للحديث بقيّة.
اكتشاف بيت فارحي أواخر القرن العشرين
Elizabeth Macaulay-Lewis. Bayt Farhi and the Sphardic Palaces of Ottoman Damascus. American School of Oriental Research, 2018.
No comments:
Post a Comment