كثيراً ما تواجهنا معضلة تحديد هويّة الصور التاريخيّة: أين التقطت ومن هم الأشخاص المصوّرون فيها؟ بعض الأماكن المصوّرة اندثرت والبعض الآخر تغيّرت معالمه إلى ما لا يمتّ للماضي بصلة. لزيادة التعقيد تغيّرت أسماء كثير من البيوت على مرّ الأجيال (بيت خزنة كاتبي المعروف اليوم باسم بيت نظام مثلاً) أضف إلى ذلك أنّ الكثير من الرحّالة أغفلوا تسمية البيت (أو أطلقوا عليه تسميةً مختلفةً) وإن أمكن تحديد هويّة بعض البيوت التي زاروها بناءً على وصفهم أو الصور واللوحات التي زيّنوا بها كتبهم.
ّرأينا على سبيل المثال كيف ذكر Oppenheim بيت جبري تحت اسم بيت وزير وتعرّضنا إلى بيت المنيّر المندثر لنفس المستشرق. وصف الدكتور Lortet قصر العظم عام ١٨٨٤ في كتاب "سوريّا اليوم"بما لا يحتمل الشكّ دون ذكر اسمه وهكذا دواليك.
نأتي الآن إلى صورة اليوم وكلّ ما نعرفه عنها أنّها التقطت عام ١٩٠١ والشركة التي انتمى الاستديو إليها (American Stereoscopic Company) وأنّها لعائلة يهوديّة شاميّة يبدوا أنّها كانت في عداد الأسر الموسرة استناداً إلى الأثاث والأبّهة الظاهرة في البحرة والبلاط والتفاصيل الجداريّة. بيت فارحي؟ لزبونا؟ (على الأغلب مع الشكر للأستاذ أسامة مهدي الحفّار) أم اسطمبولي؟ سؤال لا يزال مطروحاً بعد مائة وعشرين سنة.
Elizabeth Macaulay-Lewis. Bayt Farhi and the Sphardic Palaces of Ottoman Damascus. American School of Oriental Research, 2018.
No comments:
Post a Comment