دأب أساتذتنا في جامعة دمشق على التذكير أنّ مصطلح "كحول" معرّب عن alcohol الذي ترجم بدوره عن كلمة عربيّة "غول" بفتح الغين وجمعها أغوال. إذاً قام الناطقون بلغة الضاد بتعريب كلمة أصلها عربي ودرج استعمال "الترجمة عن ترجمة الأصل" لدى الجميع باستثناء الجامعات السوريّة.
اضطررت مكره أخاك لا بطل إلى اللجوء لنفس الأسلوب و"تعريب" بيت Muneijir عن المستشرق البارون Oppenheim إلى "منيّر" أصلها العربي كما خمّنته نظراً لغياب أي ذكر له في السرديّات العربيّة على حدّ علمي. فلنفترض إذاً صحّة هذه التسمية وكما رأينا قام هذا السيّد بشراء داخل قاعة في هذا البيت وتفكيكها ثمّ شحنها وأخيراً إعادة تجميعها في ألمانيا قبل أن تذهب -مع شديد الأسف- ضحيّة لقصف الحلفاء خلال الحرب العالميّة الثانية.
لا شكّ أنّ هذا البيت كان أحد دور الشام الباذخة بدلالة ليس فقط عدد الصور التي التقطها العالم الألماني له قبل وبعد تفكيكه (ما أعرفه منها ستّة عشر) وفخامة القاعة وإنّما أيضاً (كما نرى من الصور) وجود ثلاثة صحون فيه تعرّضت لأحدها (صحن المطبخ) في منشور سابق وأدرج اليوم صورتين أحدهما لصحن صغير (لربّما كان صحن "البرّاني") نرى فيه مهندسين عمارييّن يقومون بمعاينة البيت (أعتقد بهدف توثيقه ثمّ تقكيك قاعة العجمي قبل نقلها لأوروبا) والثانية لصحن أكبر تابع على أغلب الظنّ للجوّاني أو مقرّ العائلة وسنقوم بزيارة هذا الصحن الأخير وتفاصيله البديعة قريباً. من نافل القول أنّ أي بيت يحتوي على أكثر من صحن هو بيت كبير.
كان موقع البيت حسب Oppenheim في شارع نزلة حمّام القاضي حارة الشحم (زقاق يؤدّي إلى سوق مدحت باشا على الطرف الشمالي للشارع مقابل جامع القلعي) ولم أنجح في الحصول على أي معلومات إضافيّة عنه أو عن أصحابه فهو غير موجود في أيّ من المراجع التي استشرتها (Weber و Keenan وكبريت) باستثناء ذكر عابر في Scharrhas.
بإمكاننا أن نخمّن أنّ تاريخ بناء أو بالأحرى إعادة بناء هذا البيت كان في القرن التاسع عشر وذلك استناداً إلى زينته وغاية ما نستطيعه بانتظار معلومات جديدة تلقي المزيد من الأضواء عليه أن نقوم بتجميع أجزاء الصورة-اللغز puzzle قطعة تلو القطعة.
زكريّا محمّد كبريت. البيت الدمشقي طبع عام ٢٠٠٠.
Brigid Keenan & Tim Beddow. Damascus: Hidden Treasures of the Old City. 2000.
Anke Scharrahs. Damascene 'Ajami Rooms. 2013
Stefan Weber. Ottoman Modernity and Urban Transformation 1808-1918. Proceedings of the Danish Institute in Damascus V 2009.
No comments:
Post a Comment