تعرّفنا على موقع هذا البيت في شارع نزلة حمّام القاضي حارة الشحم (زقاق يؤدّي إلى سوق مدحت باشا على الطرف الشمالي للشارع) ونستطيع تعزيز هذه المعلومة بالتدقيق في خلفيّة إحدى الصورتين الملحقتين (مجموعة Oppenheim) حيث يظهر القسم العلوي لمئذنة جامع القلعي وراء سطح البيت. فلنتعرف الآن على بعض عناصر هذا البيت-القصر.
الصورة الثانية لزاوية في إحدى غرف البيت نرى فيها جزئيّاً السقف الغني مع جدار تتخلّله رفوف يحمل بعضها صوراً تذكاريّة أو ربّما للزينة. أنتهز هذه الفرصى للتعريف ببعض مكوّنات الجدران الشاميّة (عن Scharrahs بتصرّف).
البيوت الشرقيّة التقليديّة زهيدة الأثاث عموماً ولا نجد فيها إلّا بعض الطاولات الصغيرة والصناديق وما شابه ومن هنا الاعتماد على التجويفات والخزائن الجداريّة لاعتبارات نفعيّة وتجميليّة ولهذه "المحاريب" أسماء تختلف باختلاف وظائفها والغاية من ورائها كما يلي:
المصبّ
أوّل ما يصادفه الزائر عندما يدخل قاعة الاستقبال وهو كناية عن محراب عمودي في مركز جدار العتبة مقابل مدخلها ويحنوي على عدّة القهوة وإبريق ماء وطاسة وأركيلة على رفّ حجريّ وتزيّن سقفه نحوت ومقرنصات حسب إمكانيّات صاحب الدار وذوقه.
الكتبيّة
رفوف لعرض الصمديّات النحاسيّة أو الخزفيّة و"الصيني" أو بكل بساطة للكتب ويمكن أن تكون جدرانها مبيّضة أو أن نحتوي على لوحات بداية من ثلاثينات القرن التاسع عشر.
اليوك
تجويف كبير وواسع نراه في مركز الطزر في كثير من الغرف وعادة لا يتمتّع إلّا بالحدّ الأدنى من الزينة اللهمّ إلّا في قوسه العلوي والسبب أنّه يستعمل لخزن الوسائد والفرشات واللحف إلى آخره وعلى الأغلب كان مبطّناً ومغطّى بقماش لحماية المخزونات من الغبار وأيضاً للزينة وتعزّز بعض الصور التاريخيّة هذه الفرضيّة. تمّ تحويل الكثير من هذه "اليوكات" مؤخّراً إلى فترينات للعرض أو خزائن جداريّة بإضافة أبواب خشبيّة أو زجاجيّة ويحتاج المرء لخبرة معيّنة كي يتعرّف عليها وسط الديكور الحديث.
السمندرة
خزانة جداريّة كبيرة للفرشات والحرامات وعادة ليس فيها رفوف وإذا كانت أصغر سميّت خزانة أو دولاب.
Anke Scharrahs. Damascene 'Ajami Rooms. 2013
No comments:
Post a Comment