الصورتان أدناه عن مشاهد دمشق الأثريّة بعدسة العالم الفنّان خالد معاذ والصورة الصغيرة أعلاه عن خطط دمشق للدكتور صلاح الدين المنجّد أمّا الخريطة فهي مأخوذة من كتاب تاريخ دمشق للعالم الأسترالي Ross Burns. المعلومات التالية تعريب بتصرّف عن "دمشق منذ البدايات إلى المماليك" للمؤلّف الفرنسي Gérard Degeorge.
تقع تربة ابن المقدّم خارج باب الفراديس على الطرف الشرقي لمقبرة الدحداح ويعتقد العوام أنّها تربة الصحابي طلحة ولكنّها في الحقيقة ضريح الأمير فخر الدين ابراهيم صاحب بارين ثمّ منبج الذي توفّي عام ٥٩٧ للهجرة (١٢٠٠-١٢٠١ للميلاد) وهو ابن شمس الدين محمّد ابن المقدّم الذي حكم دمشق في عهد نور الدين. دفن في التربة لاحقاً (١٢٩٣) حفيد ابن المقدّم الملك الحافظ غياث الدين شاهنشاه الأيّوبي.
هذه التربة متأثّرة بالعمارة الحلبيّة وتختلف عن الأضرحة الدمشقيّة مع استثناءات نادرة كقبّة المسجف. غرفة الدفن مربّعة ومفتوحة على الخارج على جدرانها بأربع فرجات baie عالية مدبّبة الأقواس ogivale. كانت هذه الفرجات في البداية مزوّدة بطاقات أو نوافذ خشبيّة مخرّمة claires-voies بدلالة وجود ثلم ارتكازها.
غرفة الدفن مغطّاة بقبّة ونرى على ظاهرها إفريز مقولب corniche moulurée ترتكز هذه القبّة على رقبتين حجريّتين لكلّ منهما إثني عشر وجهاً وتغطّي مجموعات من الخلايا alvéoles داخل الأوجه حيث تتركّز معظم الزخرفة. تتنوّع العناصر الزخرفيّة المنحوتة في الجصّ بين خليّة وخليّة من نماذج نباتيّة متداخلة ومتناظرة حول محور عموديّ وأوراق رباعيّة متشابكة palmé حول ساق النبتة المنتهية بزهرة وهلمّجرّا.
يمكن اعتبار هذه المجموعة من الزخارف النحتيّة بوضعها الراهن من أفضل ما خلّفه لنا العهد الأيّوبي حالة وأكثره استرعاءً للانتباه.
يضيف الدكتور سليم عبد الحقّ والأستاذ خالد معاذ أنّ هذه التربة أقرب إلى أبنية العراق الآجريّة منها إلى المعالم الدمشقيّة الأيّوبيّة وأنّ زخارف الرقبة الأولى أكثر غنىً من نظيرتها في الرقبة الثانية.
Gérard Degeorge. Damas: Des origines aux Mamluks
مع خالص الشكر للدكتور عبد الرزّاق معاذ
ReplyDelete