Tuesday, January 7, 2020

سبخة العتيبة



الأسطر التالية تعريب عن الأصل الإنجليزي لثلاث فقرات في الصفحة ١٤٠ من كتاب المكتشف الاسكتلندي John Macgregor يصف فيها مغامرته شرق دمشق متّجهاً إلى بحيرة العتيبة في أواخر كانون أوّل ١٨٦٨ (النصّ الإنجليزي في منشور مستقلّ).


خاضت مئات من رؤوس المواشي في الماء حتّى بطنها بينما غاصت بغالنا عميقاً فوق مربط سروجها وغار الرجال إلى الأسفل تكراراً. فقد الدليل صوابه إلى درجة لا بأس بها وتعيّن عليّ الاندفاع إلى المقدّمة لأقود الجمع شاعراً بالمسؤوليّة عن أحد عشر رجلاً وإثني عشر حيواناً أتيت بهم إلى مكان كهذا في مسيرتنا الطويلة.

بالنتيجة انزلق البغل تلو البغل حتّى لم يظهر من الدوابّ إلّا أكتافها واختفى أحد الحمر الصغار تحت الماء بالكامل بما فيه رأسه وأذنيه ومن حسن الحظّ تمكّن بغّال ذكيّ من إمساكه من ذيله وشدّه إلى اليابسة. كان الحمار في حالة يرثى لها مبتلّاً وملطّخاً بالطين عندما باشر بعد نجاته بالنهيق. لاحظت لعدّة شهور لاحقاً نّ موسيقى هذا الحمار بالذات بلغت ضعفيّ الحدّ المتوقّع من أمثاله على أقلّ تقدير ولكنّه استحقّ ترخيصاً بالنهيق إلى نهاية المطاف مكافأة على سلوكه النبيل في هذه المناسبة العصيبة. 

تباكى الرجال بعد أن لحق خبزهم رطوبة نجمت عن غمره بالماء ولكنّي طيّبت خاطرهم وعلّلتهم بأجرة خاصّة بمناسبة عيد الميلاد ثمّ ترجّلت ودفعت وسيّرت زورق Rob Roy مستعملاً المجذاف خشية سقوطه وإصابته بعطب إذا حمّلته لفترة أطول على ظهور الخيل. 





No comments:

Post a Comment