واكبنا حتّى الآن الملاّح والمكتشف الاسكتلندي John MacGregor في رحلته من الغرب إلى الشرق من وادي بردى مروراً بدمشق وحتّى سبخة العتيبة ورأينا كبف حاول قدر الإمكان التنقّل في المجاري المائيّة على متن زورقه الصغير Rob Roy وإن أجبرته تضاريس الأرض وتعرّجات أبانة على اتّخاذ الطريق البرّي بين الفينة والفينة.
التاريخ هو الخامس والعشرين من كانون أوّل عام ١٨٦٨ والمكان مصبّ بردى على بحيرة العتيبة أمّا عن الوصف فأتركه للمؤلّف كما يلي:
إذا دقّقنا في الخارطة نلاحظ أنّ مسارنا كان شمالاً على طول حافّة السبخة على وجه التقريب إلى أن وصلنا إلى فرع بردى المارّ قرب حوش حمار ومن ثمّ أقمنا معسكرنا على بقعة مختارة من اليابسة قرب مصبّ النهر على البحيرة لنمضي يوم عيد الميلاد . عاجلنا برفع راية إنجلترة الحمراء على صارٍ عالٍ لنرى علمنا يخفق في إحدى أغرب الأماكن على وجه الأرض. يضيق النهر هنا إلى عرض لا يتجاوز أربع أو خمس ياردات (Yard حوالي تسعة أعشار المتر) ويهدأ التيّار في هذا المكان العميق. اعتدنا في الأيّام السابقة على سماع عويل أبناء آوى تحت جنح الظلام ولكنّنا لم نميّزها في هذه الليلة ويقال في تعليل ذلك أنّ ابن آوى لا يصيح إذا تواجدت وحوش أكبر حجماً في الجوار وبشكل عامّ أكّدت تجربتي هذا الكلام بيد أنّ الضفادع لا تتبع هذه القاعدة بدليل جوقتها المؤلّفة من آلاف الحناجر ونقيقها الذي يضاهي أصوات البطّ في علوّ النبرة.
No comments:
Post a Comment