الصورة أعلاه لرواق المدرسة عن المنجّد أمّا المعلومات التالية فهي اختزال عن العلبي الذي خصّص لها سبعة صفحات. الخارطة مأخوذة من Wulzinger و Watzinger.
العمريّة أوّل مدرسة أسّست في الصالحيّة عام ١٢٠٦ للميلاد (حسب المنجّد بينما يرجعها العلبي لعام ١١٦٠) على يد أبي عمر محمّد بن أحمد بن محمّد بن قدامة من مواليد فلسطين وكانت في أيّام عزّها أكبر مدارس دمشق على الإطلاق إن لم تكن أكبر مدارس العالم الإسلامي.
بنيت العمريّة على نهر يزيد وجرى توسيعها باتّجاه الشرق عام ١٣٦٧-١٣٦٨ وأضيف توسيع ثانٍ في عهد الأمير محمّد بن منجك ١٤١٢-١٤١٣ تلاها توسيع ثالث بعد ثلاثين عاماً فرابع لتصبح في النتيجة مؤلّفة من ثلاث طبقات وثلاثمائة وستّين حجرة مع مرافقها. في البداية كانت المدرسة حنبليّة وبقيت كذلك لفترة طويلة بفضل غيرة القيّمين عليها إلى درجة أنّه عندما أراد البعض إدخال المذهب الشافعي إليها (حوالي ١٣٢٣) اعترض الحنابلة بشدّة وهدّدوا بالمطالبة بإدخال مذهبهم إلى المدرسة الشاميّة (معقل الشافعييّن بينما كانت النوريّة الكبرى أهمّ مدارس الحنفيّة). بالنتيجة تمّ فتح العمريّة لسائر المذاهب وألقى شيخ شافعيّ أوّل درس فيها ١٤٤٣-١٤٤٤. جنت المدرسة فوائد جمّةً من هذا الانفتاح إذ تدفّقت الأوقاف عليها من كلّ حدب وصوب لتصبح من أغنى مدارس دمشق.
دخلت المدرسة في عهد انحطاط في نهاية حكم المماليك وزاد تدهورها تحت العثمانييّن عندما برز المذهب الحنفي على حساب بقيّة المذاهب الفقهيّة. اختلست أوقاف العمريّة واتّخذها البعض سكناً عبر السنوات. زارها Wulzinger و Watzinger عام ١٩١٧ وكانت وقتها حسب وصفهما آيلة للتداعي ومهجورة باستثناء عائلة زنجيّة ونفر من المرضى والمتسوّلين. رمّم الفرنسي Michel Écochard أقساماً منها عام ١٩٤١ وتلاه فخري البارودي بعد ثلاث سنوات عندما جمع لها تبرّعات ورمّم اثنين وعشرين من غرفها ليجعلها سكناً للأحداث والمشرّدين ثمّ سكنها بعض النازحين من لواء اسكندرون.
كانت مكتبة العمريّة من أعظم مكتبات مدارس دمشق ومع الأسف سرق من أسفارها الكثير إلى أن أمر الوالي مدحت باشا بجمع ما تبقّى و نقله إلى المكتبة الظاهريّة.
زار العلبي العمريّة عام ١٩٨٩ ووجدها "لا أنيس بها ولا جليس ولا طالب علم بابها مفتوح وهي مستودع للقمامة ومرتع للكلاب كأنّ أحداً لم يسمع بها وكأنّها لم تكن في يوم من الأيّام أكبر مدرسة في العالم الإسلامي".
باشرت الحكومة السوريّة عام ٢٠١٠ مشروعاً لترميم البناء ولا أعلم ما وضعها اليوم.
أكرم حسن العلبي. خطط دمشق
Wulzinger & Watzinger. Damaskus: Die Islamische Stadt 1924.
Toru Miura. Dynamism in the Urban Society of Damascus 2015.
No comments:
Post a Comment