Wulzinger & Watzinger 1924 |
هذه المدرسة هي الأقدم في الصالحيّة وهي أكبر مدارس هذا الحيّ إن لم تكن أكبر مدارس دمشق على الإطلاق. بنيت على أكثر من مرحلة بداية من مؤسّسها أبو عمر ابن أحمد ابن محمّد ابن قدامة (مات ١٢١٠ للميلاد) ثمّ توسّعت إلى الشرق في النصف الأوّل من القرن الخامس عشر. لربّما كان الألمانيّان Wulzinger & Watzinger أوّل من وصفها بالتفصيل ووضع خريطتها الملحقة أعلاه في دراستهما الشهيرة التي رأت النور عام ١٩٢٤ ولكن المعلومات التالية مأخوذة من دراسة الياباني Toru Miura عام ٢٠١٥.
العمريّة عام ١٩٨٩ ونرى في الصورة السفلى نهر يزيد (بالأحرى مجراه) تحتها |
يتواجد حرم الصلاة في القسم الأقدم من المدرسة على طابقين مع مكتبة إلى الجنوب وأمّا شمالاً فهناك مساكن تتوزّع على ثلاث طوابق تحيط الصحن وهناك إيوانين في الشمال والجنوب. يصل درج بين البناء وبين نهر أو قناة يزيد وقربها طاولة حجريّة ومطبخ. يصل إيوان ودهليز بين القسم القديم والقسم الجديد في الشرق وقربه ماء ساخن يستعمل للاستحمام في فصل الشتاء. إذا جمغنا عدد الغرف أو الخلوات في القسمين القديم والجديد فلدينا ٣٦٠ وهو عدد كبير للغاية مقارنة بمدارس دمشق ولا تزال بقايا بعضها موجودة. حتّى عام ١٩٨٨ كان من الممكن رؤية آثار الطوابق الثلاثة ولكنّ الحكومة باشرت عام ٢٠١٠ بمشروعها "لترميم" البناء حوّلت خلاله هذه الطوابق الثلاث إلى طابق وحيد ذو مدخل يعلوه قوس.
العمريّة ١٩٩٥ الصحن والخلوات |
المدرسة أصلاً حنبليّة بالطبع وبقيت كذلك لفترة طويلة إلى أن ازدادت الضغوط لفتحها لبقيّة المذاهب مع آواخر القرن الرابع عشر للميلاد وتحقّق هذا في مطلع القرن التالي وعلّ بعض أسبابه كان توسّعها السريع وتزايد حاجتها إلى موارد الأوقاف من مخصّصات بقيّة المذاهب. بلغت المدرسة أوج اتّساعها في منتصف القرن الخامس عشر وبدأت بالتدهور بعدها عندما دبّ الفساد في مديريها (ناظر الوقف) الذين أخذوا باختلاس أموالها لمآربهم ومنافعهم الشخصيّة هم وذويهم. ترافق تدهور مؤسّسة المدرسة وأوقافها بتدهور الحارات المحيطة بها نظراً لدور الأوقاف الحيوي في اقتصاد الصالحيّة ودمشق عموماً وبالتنيجة آل هذا البناء العريق للتداعي ككثير غيره من الأوابد التي ذهبت ضحيّة الإهمال وشحّ الموارد والكفاءات.
https://books.google.com/books?
id=_t8zDwAAQBAJ&printsec=frontcover&source=gbs_ge_summary_r&cad=0#v=onepage&q&f=false
http://bornindamascus.blogspot.com/2017/03/damaskus.html
http://bornindamascus.blogspot.com/2018/11/blog-post_8.html
http://bornindamascus.blogspot.com/2018/11/blog-post_9.html
No comments:
Post a Comment