Sunday, November 18, 2018

المدرسة الشبليّة



لم يبق من هذه المدرسة الأيّوبيّة الشيء الكثير وعلى ما يبدوا كان الوضع مختلفاً عندما رآها ووصفها المستشرق وعالم الآثار الألماني Ernst Herzfeld في مطلع القرن العشرين كما نرى في الرسوم الملحقة.

الموقع على سفوح قاسيون شمال نهر تورا (نقلت أطلالها من مكانها الأصلي فيما بعد بهدف شقّ الطرق والساحات المحاطة بأبنية سكنيّة حديثة وتجاريّة) وأمّا عن مؤسّسها فهو شبل الدولة كافور الحسامي خصي حسام الدين عمر ابن لاجين ابن ستّ الشام. يعطي ابن شدّاد عام ٦٢٦ للهجرة (الموافق ١٢٢٨ للميلاد) كتاريخ البناء بينما يرتأي Herzfeld أنّ عام ٦١٦ (١٢١٩) هو الأقرب إلى الصواب. 

يزوّدنا النعيمي بمزيد من التفاصيل ومنها أنّ شبل الدولة بنى هذه المدرسة الحنفيّة في موضع خانقاه للصوفييّن كان أيضاً بيته مع تربة وسباط (أو سيباط) وسبيل ومصنع وأنّه شقّ طريقاً من المدرسة الشاميّة إلى عين الكرش (قبل ذلك تعيّن على من اتّجه إلى قاسيون المرور بالعقيبة). دخل شبل الدولة في خدمة ستّ الشام بعد موت حسام الدين عام ٥٨٧ (١١٩١) ودفعها إلى بناء المدرسة الشاميّة ومات عام ٦٢٣ (١٢٢٦).  أطلق عليه ابن كثير لقب الطواشي الكبير والقصري (نسبة لقصر القاهرة) والزنجي (مخالفاً في ذلك ابن شدّاد الذي نعته بالرّومي). أمّا عن ابن خلكان فقال أنّه صاحب المدرسة والخانقاه الشبليّة خارج دمشق على الطريق إلى جامع قاسيون وأنّه خصّص له أوقافاً غنيّة.


لم يعط Herzfeld تفاصيلاً تذكر عن البناء إذا  استثنينا الرسوم والمخطّطات الملحقة وكلّ ما قاله أنّه نموذجيّ بالكامل وأنّ بعض زخارفه الأصليّة الجصيّة وطلائه لا تزال موجودة (الكلام عام ١٩٤٦) وأخيراً أنّه لم يكن متأكّداً فيما إذا كان بناء المثمّن والقبّة من الأجرّ أو الحجر المعمول بشكل الأجرّ.   

الصورة الملوّنة عن Toru Miura عام ١٩٨٩. 


https://archive.org/stream/arsislamica11121946detr#page/52/mode/2up

https://books.google.com/books?id=_t8zDwAAQBAJ&printsec=frontcover&source=gbs_ge_summary_r&cad=0#v=onepage&q&f=false

No comments:

Post a Comment