Monday, November 12, 2018

مغارة الدم وهجرة بني قدامة إلى سفوح قاسيون

المسجد ومغارة الدم في قاسيون


قطنت ثمان عائلات فقط سفح جبل قاسيون في موضع الصالحيّة اليوم قبل نزوح بني قدامة في القرن الثاني عشر للميلاد كما يخبرنا ابن كنان في كتاب المروج السندسيّة الفسيحة في تلخيص تاريخ الصالحيّة أمّا عن أهمّ أبنيته حينئذ فكانت المسجد العتيق ودير الحوراني ودير الحنابلة. زار ابن جبير الأندلسي دمشق وجبل قاسيون عام ١١٨٤ (أي بعد هجرة بني قدامة إلى دمشق بداية من ١١٥٦) ولكنّه لم يذكر حيّ الصالحيّة.  

يبقى جبل قاسيون مع ذلك ذائع الصيت منذ القدم لارتباطه بالأماكن المقدّسة والأنبياء من ابراهيم (برزة) مروراً بمريم العذراء والمسيح (الربوة) ناهيك عن قبور الأولياء. مغارة الدم أحد هذه المعالم ويعتقد أنّها المكان الذي قتل فيه قابيل شقيقه هابيل كما ورد في كتاب العهد القديم. دأب الدمشقيّون على زيارة هذه المغارة للدعاء عندما أصابتهم كوارث طبيعيّة كانت كالقحط أم ناجمة عن فعل الإنسان كغلاء الأسعار. باختصار لقاسيون قدسيّة وهو ملاذ العابدين الملتمسين للرحمة الربّانيّة. 

وجود دير الحنابلة كان أحد الأسباب التي دفعت بني قدامة للهجرة إلى سفوح قاسيون إذ بدأوا بترميمه لجعله موائماً للسكن وأمّا عن التاريخ فهو ١١٥٨-١١٥٩ بعد سنتين من وصولهم إلى دمشق. إذاً انتقل الشيخ أحمد ابن محمّد ابن قدامة إلى سفح قاسيون وبدأ سكّان هذه المنطقة بزيارته ثمّ أتى نور الدين زنكي للقائه وأمر بترميم المسجد العتيق المتواجد قرب دير الحنابلة. كانت الأراضي الواقعة يين وحول قناتي يزيد وتورا غنيّة وأنسب ما تكون للزراعة والاستثمار. زادت هجرة الصالحين من بني قدامة وإنشاء بلدة الصالحيّة من قدسيّة الجبل كما حوّلت هجرة النبي محمّد يثرب إلى المدينة وأصبح ضريح أبو عمر (ابن الشيخ أحمد) مزاراً ومصدراً للبركات والكرامات وشفاء المرضى وهلمّجرّا. 



https://books.google.com/books?id=_t8zDwAAQBAJ&printsec=frontcover&source=gbs_ge_summary_r&cad=0#v=onepage&q&f=false

http://bornindamascus.blogspot.com/2018/11/blog-post_9.html

https://books.rafed.net/view.php?type=c_fbook&b_id=2313&page=14

No comments:

Post a Comment