Friday, November 30, 2018

سياسات الجامع الأموي

أهميّة الجامع الأموي التاريخيّة كمركز دمشق الديني غنيّة عن التعريف وهي بالطبع استمرار لدور العبادة التي سبقته على نفس الموضع منذ العهد الآرامي. للجامع أيضاً وظائف ثانويّة وإن كانت بالغة الأهميّة بحدّ ذاتها فهو بيت المال الامبراطوري أوّلاً (قبّة الخزنة وهي تقليد سوري وصفه Max Van Berhem أيضاً في حمص وحماة)، ومحلّ السلطة السياسيّة ثانياً إذا أخذنا بعين الاعتبار وجود قصر الحاكم من خضراء معاوية إلى قصر أسعد باشا العظم جنوب الجامع. عن الوظيفة التعليميّة يمكن ذكر المدارس التي تحلّق فيها التلامذة حول أساتذتهم والعلماء الذين اتّخذوا الأموي مقرّاً كالغزالي. 

لخطبة الجمعة أبعاد دينيّة وروحيّة واجتماعيّة وسياسيّة ناهيك عن الإعلانات الدوريّة عن خلع نائب وتعيين آخر وأخبار الانتصارات وهلمّجرّا. جرى نقش المراسيم في العهد المملوكي على لوحات رخاميّة أو على سواري أعمدة الجامع حتّى يشاهدها أكبر عدد ممكن من الناس وخاصّة عندما تتعلّق بإلغاء ضرائب جائرة بهدف إرضاء الناس أو على الأقلّ امتصاص نقمتهم.



يقع العمود في الصورة في الدهليز الغربي والنقش الكتابي مرسوم للسلطان الملك الظاهر سيف الدين جقمق (١٤٣٨-١٤٥٣) بتاريخ رجب ٨٤٤ الموافق كانون ثاني ١٤٤٠ يقيل فيه أحد المشايخ من منصبه.     


http://bornindamascus.blogspot.com/2018/11/blog-post_5.html

Degeorge: La grande mosquée des Omeyyades à Damas

https://gallica.bnf.fr/ark:/12148/bpt6k147418p/f5.image.texteImage

No comments:

Post a Comment