يصف الدكتور عفيف بهنسي في كتابه بالفرنسيّة عن جامع دمشق الأموي (١) ساعة باب جيرون كما يلي:
يوجد غرفة جدارها مبلّط خارج باب جيرون على اليمين تحتوي على ساعة وصفها ابن جبير (رحّالة أندلسي من القرن الثاني عشر للميلاد) كصندوق من النحاس الأصفر على وجهه الأمامي نصف دائرة كبيرة ينفتح تحتها قوسين أصغر منها لهما فجوات يكافىء عددها عدد الساعات وتحت كلاً من هذين القوسين صقر من النحاس الأصفر يعلوا إناءً من نفس المعدن. يغلق مصراع نافذته الموافقة كلّما انقضت ساعة ويسقط من منقار الطيور وزن نحاسيّ في الإناء محدثاً رنيناً. تختلف الآليّة في الليل عندما تدلّ على الساعة مصابيح متوضّعة خلف اثني عشر فتحة دائريّة في نصف الدائرة العلويّة يسدّها زجاج أحمر .
يرفق الدكتور بهنسي الشرح بمخطّط مبسّط للعلّامة محمّد أحمد دهمان مأخوذ من دراسة رضوان ابن الساعاتي قبل ثمانية قرون ويستمرّ فيقول أنّ مخترع الساعة "رائد الفضاء" astronaute (المقصود طبعاً عالم الفلك astronome وهذا أحد أخطاء الترجمة والتهجئة في هذا الكتاب القيّم وهي مع الأسف ليست بالقليلة) ابن الشاطر (القرن الرابع عشر) كان رئيس المؤذّنين في الجامع الكبير وأنّ اختراعه لم يعط ما يستحقّه من الأهميّة لفترة طويلة حتّى أتى الأجانب وزعموا أنّهم أصحابه.
لا أدري كيف وقع العالم الكبير الراحل الدكتور بهنسي في خطأ تاريخي من هذا النوع وبهذا الحجم. أمّا أنّ ابن الشاطر اخترع ساعة لمئذنة العروس في الجامع الأموي (كتب عنها الدكتور عبد القادر الريحاوي رحمه الله) فهذا قطعاً صحيح ولكنّها كانت ساعة شمسيّة لا علاقة لها بساعة باب جيرون الميكانيكيّة التي وصفها ابن جبير لا كثيراً ولا قليلاً (٢). للجامع الأموي ساعة ثالثة وهي الأقدم من عهد الوليد ابن عبد الملك وأرفق أدناه روابطاً لمن يرغب بالتوسّع.
1. http://bornindamascus.blogspot.com/2018/11/blog-post_5.html
2. http://bornindamascus.blogspot.com/2018/05/blog-post_29.html
3. https://books.google.com/books?id=r5f8kxIyykQC&printsec=frontcover&source=gbs_ge_summary_r&cad=0#v=onepage&q&f=false
No comments:
Post a Comment