Saturday, December 1, 2018

محاريب الجامع الأموي



يتمحور المحراب الرئيس الشافعي (*) مع المجاز المعترض وهو أغنى ما في الجامع من ناحية الزخرفة وعلى الأغلب كان كذلك منذ البدايات استناداً على وصف ابن الفقيه الهمذاني في كتاب البلدان (مطلع القرن العاشر الميلادي) الذي قال أنّه كان مرصّعاً بالمجوهرات والأحجار الكريمة. أعطى ابن جبير الأندلسي وصفاً أكثر دقّة عندما زار دمشق عام ١١٨٤ ولكنّنا لا نعرف إذا كان المحراب الذي وصفه هو الأصلي أو أنّه بني من جديد خلال ترميم الجامع عام ١٠٨٢-١٠٨٣ أي بعد حريقه المدمّر في أواخر العهد الفاطمي عام ١٠٦٩. 

شهد عام ١٨٩٣ آخر حرائق الجامع وأعيد بنائه بعدها بما فيه المحراب على نسق النموذج القديم.



يحتفظ محراب الصحابة الواقع في القسم الشرقي من جدار الجامع القبلي باسم مسجد الصحابة القديم قبل جامع الوليد ويخبرنا ابن عساكر (القرن الثاني عشر) عن وجود درّة ضخمة تدعى القليلة معلّقة فيه تضيء المكان بنورها كالقناديل. استحوذ الخليفة العبّاسي الأمين (٨٠٩-٨١٣) على القليلة وأرسلها إلى بغداد وقام المأمون (٨١٣-٨٣٣) لاحقاً بإعادتها ولكنّها اختفت لاحقاً في زمن غير محدّد وحلّ محلّها "برنيّة من زجاج" (الكلام دوماً لابن عساكر). يضيف ابن بطوطة (النصف الأوّل من القرن الرابع عشر) أنّ محراب الصحابة كان وقفاً على أتباع المذهب المالكي.

تواجد المحراب الحنفي (*) غرب المحراب الرئيس وأمّا الحنبلي فقد بني عام ١٢٢٠ في الحيّز الثالث إلى الغرب وأزيح لدى إعادة بناء الجدار القبلي عام ١٣٢٩ باتّجاه الغرب قرب باب الزيادة.


* المحراب الرئيس اليوم هو الحنفي (أي جرى تبادل في وضع محرابيّ الحنفيّة والشافعيّة). من المعروف أنّ المذهب الحنفي ازداد انتشاراً في دمشق في العهد العثماني بينما كان الشافعي سائداً قبله. 



http://bornindamascus.blogspot.com/2018/11/blog-post_5.html

Afif Bahnassi, History of the Omayyad Mosque (Arabic)

Degeorge: La grande mosquée des Omeyyades à Damas

https://books.google.com/books/about/The_Great_Mosque_of_Damascus.html?id=r5f8kxIyykQC&printsec=frontcover&source=kp_read_button#v=onepage&q&f=false

No comments:

Post a Comment