كل جامع مسجد ولكن العكس غير صحيح. الجامع أكبر حجماً وأكثر اتّساعاً وتمركزت حباة المدينة الإسلاميّة الروحيّة والاجتماعيّة وحتّى السياسيّة حوله لعدّة قرون. أحد العناصر المميّزة للجامع عن المسجد وجود المنبر الذي تلقى منه خطبة الجمعة ومكانه عادة على يمين المحراب وأحياناً تخصّص له حجرة صغيرة يتمّ إخراجه منها يوم الجمعة. غالباً ما تتمتّع جدران المنبر بزخارف غنيّة ومعقّدة هندسيّة أو نباتيّة. كانت المنابر الأصليّة خشبيّة واستعملت لاحقاً عناصر من الآجرّ والحجر والرخام في بنائها. يتواجد أقدم المنابر حاليّاً في جامع القيروان الكبير في تونس ويعتقد أنّه جلب إليها من بغداد في القرن التاسع الميلادي.
يعزى أصل المنبر إلى فجر الإسلام. كان النبي محمّد يلقي خطبته مستنداً على جذع إحدى النخلات التي استعملت بمثابة أعمدة لمسجد المدينة عندما نصحه أحد الصحابة ببناء منصّة صغيرة مزوّدة بثلاث درجات تطوّر منها المنبر مع العهد الأموي.
منبر جامع دمشق الأموي اليوم رخامي ويتبع طراز منابر القسطنطينيّة العثمانيّة، أمّا عن تاريخ بنائه فكان في أعقاب الحريق الكبير الذي أتى على المنبر الخشبي القديم الذي بني بدوره على الأغلب في أعقاب حريق ١٤٧٩ على غرار النماذج المملوكيّة في القاهرة. لحسن الحظّ ترك لنا فنّانو القرن التاسع عشر صوراً ضوئيّة ولوحة رائعة (Frederic Leighton عام ١٨٧٥) نستطيع من خلالها أن نرحل -ولو بالخيال- إلى الماضي لنتعرّف على تفاصيل المنبر المندثر.
http://bornindamascus.blogspot.com/2018/11/blog-post_5.html
Degeorge: La grande mosquée des Omeyyades à Damas
No comments:
Post a Comment