Sunday, July 28, 2019

عناصر البيت الدمشقي


تمركز البيت الدمشقي التاريخي التقليدي باتّجاه الداخل حول الصحن ويتوسّط هذا الصحن بحرة. تمتّعت البيوت الموسرة بأكثر من صحن الأفخم منها هو الجوّاني (الحرملك) المخصّص للعائلة والثاني هو البرّاني (السلاملك) المفتوح للضيوف من الذكور ويمكن العثور على صحن ثالث للخدمات في بعض بيوت الأغنياء وهنا يجب التنويه أنّ وجود حمّام خاصّ بالبيت التقليدي نادر (قصر العظم يملك حمّامه ولكنّه أكبر البيوت الدمشقيّة إطلاقاً). 

يتمّ الدخول إلى البيت عبر دهليز ضيّق ومزوّد بزاوية الهدف منها الحفاظ على الخصوصيّة وحجب الداخل عن عيون الناظرين وعابريّ السبيل وتتوزّع غرفه حول الصحن على طابقين. امتلكت أغلب البيت الكبيرة ما يسمّى بالإيوان وهو غرفة يشمل ارتفاعها طابقين تتواجد عادة في جنوب البيت بغرض الحماية من الشمس في فصل الصيف ولها ثلاث جدران. موضع جدار الإيوان الرابع مفتوح على الصحن مقابل البحرة. 

القاعة أهمّ وأفخم غرف البيت تستعمل كغرفة استقبال وتتواجد في الطرف الشمالي للصحن مقابل الأيوان. للقاعة قسم مرتفع يدعى الطزر وآخر منخفض يسمّى العتبة حيث يترك الزوّار أحذيتهم ولبعض البيوتات بحرة تتوسّط العتبة. وجود أكثر من قاعة ممكن في البيوت الفخمة الفسيحة ويقابل القاعة في الطابق العلوي غرفة تدعى القصر. سقف الطابق العلوي أخفض من نظيره السفلي وبالتالي فالطوابق العلويّة أسهل تدفئة في فصل الشتاء. 

عموماً الدخول للغرف يتمّ عن طريق الصحن ولا يوجد اتّصال مباشر بين غرفة وغرفة. هناك درج يؤدّي إلى الطابق العلوي ومكانه في الصحن وليس داخل البيت. لبعض البيوت غرفة إضافيّة على السطح تدعى الفرنكا أو الطيّارة ولعدد منها قبو بارد يصلح لتخزين المؤن الغذائيّة. 

المربّع غرفة متعدّدة الوظائف أقلّ أبّهة ورحابة من القاعة وبدأت المربّعات وسائر مكوّنات البيت مع نهاية القرن التاسع عشر بالتمايز إلى غرف نوم وعشاء. 

طرأت تعديلات هامّة على البيت الشامي بعد عام ١٨٦٠ جلّها يتعلّق بزخارف البناء وزينته لن يتمّ التعرّض لها هنا لتجنّب الإطالة وإن وجب ذكر ظهور الصاليا التي حلّت محلّ القاعة كغرفة استقبال وتختلف عن هذه الأخيرة بغياب الطزر المرتفع. أحد التغيّرات الجذريّة حلول الأثاث الغربي الطراز وبالذات الفرنسي محلّ الأثاث الشرقي الذي يدخل في تكوين البناء (كالخزائن الجداريّة أو ما يدعى باليوك). 

مع نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين أدخل نموذج القوناق من أصوله في الأناضول وحلّت فيه الصوفا (غرفة مركزيّة) محلّ الصحن وأصبح توجّه البيوت ونوافذها نحو الشارع عوضاً عن الصحن. هناك بيوت من تلك الفترة جمعت بين القديم والحديث (الصحن والصوفا). 

الصورة أعلاه مأخوذة عن Sack بعنوان "صحن بيت قرب باب شرقي" وفي تقديري أنّها تعود لآخر سبعينات أو مطلع ثمانينات القرن العشرين.  





Elizabeth Macaulay-Lewis. Bayt Farhi and the Sphardic Palaces of Ottoman Damascus. American School of Oriental Research, 2018. 

Dorothée SackDamaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.

Stefan Weber. Ottoman Modernity and Urban Transformation 1808-1918. Proceedings of the Danish Institute in Damascus V 2009. 




No comments:

Post a Comment