Thursday, July 18, 2019

حارة الفرّايين


استقرّ الدبّاغون في دمشق شرق باب السلام في بقعة تقع بين اثنين من تفرّعات بردى منذ القرون الوسطى (الخريطة الملحقة وهي مع الصورة والشرح مأخوذة من ترجمة الأستاذ قاسم طوير للأصل الألماني ودراسة الدكتورة Sack) . تمّ اختيار الموقع نظراً لضرورة الماء والقرب من مجرى النهر لمهنة الدباغة أمّا عن المبنى فقد شيّد طابقه الأرضي من الحجر المغطّى بطبقة من الطين وكثيراً ما يكون في هذه المنشئات على مستوى منخفض بشكل سراديب مائيّة مخصّصة لنقع الجلود محيت معالمها  عمليّاً عندما وصفتها المؤلّفة. يعلوا الطابق الأرضي المذكور مستودع مكشوف مكوّن من عدّة طبقات من الخشب الذي تتباعد ألواحه لتسمح بمرور تيّار هوائي ويغطّي الهيكل سقف قليل الميلان من ألواح التوتياء أو ما شابه.



انتقل الصبّاغون إلى هذا الحيّ بعد أن فقدت الدباغة أهمّيتها ويقوم هؤلاء بتغليق الخيوط المصبوغة في أعلى المبنى لتجفيفها وهكذا حافظ البناء على وظيفته وإن اتّخذت اتّجاهاً مختلفاً. عنوان الصورة "مصبغة في حيّ الفرّائين" وتعود في تقديري لأواخر سبعينات أو -على أبعد تقدير- مطلع ثمانينات القرن العشرين. 






Dorothée SackDamaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.

No comments:

Post a Comment