تواجدت نوفرة يفور منها الماء شرق الجامع الأموي أطلّ عليها المقهى المعروف بنفس الاسم (ومقابله حمّام النوفرة) حتّى أمد قريب. ترتأي الدكتورة Sack أنّ هذه النوفرة أو الفوّارة تعود للعهد الروماني وأنّها لم تكن الوحيدة في دمشق. الفوّارة الثانية كانت في شمال شرق المدينة في ساحتها أي agora (العهد الهلنستي) أو forum (العهد الروماني) ولا تزال تمديدات مياهها تغذّي حمّام البكري حتّى اليوم.
بالنسبة لنوفرة المقهى الشهير فكانت في الأصل واقعة بين البوّابة الداخليّة لمعبد المشتري (باب جيرون حاليّاً) وبوّابته الخارجيّة المندثرة إلى جهة الشرق أي ضمن نطاق المعبد الخارجي peribolos ومن المحتمل وجود بحرة أو فوّارة ثانية ضمن المعبد الداخلي temenos على نفس المحور بين البوّابة الداخليّة وبين قدس الأقداس cella في صحن المعبد أمّا عن فوران الماء أو "نوفرته" فيمكن مشاهدته في أكثر من صورة تاريخيّة وهو نتيجة استغلال فرق المنسوب لدى مرور فرع بردى المغطّى (يغذّي بانياس والقنوات المدينة داخل السور) من الغرب إلى الشرق.
عن تاريخ مقهى النوفرة -وهي بالطبع أحدث بكثير من الفوّارة- فيقول الدكتور Weber أنّ البنية الحاليّة تعود للقرن التاسع عشر وأنّ المقهى مذكر في سجلّ محكمة يعود لعام ١٢٧٠ للهجرة (١٨٥٤ للميلاد) ويضيف أنّ علي بك (كتاب رحلات علي بك بين الأعوام ١٨٠٣ و ١٨٠٧ صدر عام ١٨١٥ وأعيدت طباعته ١٩٩٣ وعلي بك اسم مستعار) ذكر وجود مقهى يعجّ بالناس في هذا المكان عام ١٨٠٧ ينجبس الماء من نافورة أمامه لارتفاع عشرين قدماً (ستّة أمتار).
Dorothée Sack. Damaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.
Stefan Weber. Ottoman Modernity and Urban Transformation 1808-1918. Proceedings of the Danish Institute in Damascus V 2009.
No comments:
Post a Comment