Tuesday, July 2, 2019

مبنى مؤسّسة مياه عين الفيجة


موقع هذا البناء العريق على شارع النصر معروف والصورة أعلاه ملتقطة منذ حوالي أربعين عاماً ومأخوذة من دراسة الدكتورة Sack أمّا المعلومات التالية فهي منقولة كما هي عن الطبعة الثانية لكتاب الدكتور قتيبة الشهابي رحمه الله "دمشق تاريخ وصور" صفحة ١٤٢-١٤٣:

قبالة مبنى البريد والبرق والهاتف (مبنى الهاتف الآلي حاليّاً)، صمّم البناء المهندس عبد الرزّاق ملص (مع الشكر للأستاذ بدر الزعبي على المعلومة) وشيّد بين الأعوام ١٩٣٧-١٩٤٢ على الطراز العربي الإسلامي المحض لفنّ العمارة كما قام الفنّان محمّد علي الخيّاط (أبو سليمان) بزخرفته من الداخل والخارج. جاء في "الريف السوري" لأحمد وصفي زكريّا: كانت دمشق محرومة من المياه الصالحة للشرب وكانت تشرب من مياه الأنهر الملوّثة الأمر الذي كان يتسبّب بآلاف إصابات التيفوئيد (الحمّى المعويّة أو التيفيّة) والزحار والكوليرا (الهيضة) وما شابه ممّا دعى الوالي حسين ناظم باشا إلى جرّ مياه عين الفيجة النظيفة إلى دمشق كما أنشأ السبلان ومفردها سبيل (مأخذ للماء كالحنفيّة وما شابه) ووزّعها على الأحياء والأزقّة إلى أن أزالتها لجنة عين الفيجة في أواخر الأربعينات من هذا القرن (المقصود القرن العشرين) وجعل خزّانه الشهير في منطقة العفيف والذي يعرف بخزّان ناظم باشا أو العفيف مركزاً لتجميع المياه وتوزيعها على البيوت -الخزّان حاليّاً مقرّ لنقابة الفنون الجميلة- وتمّ بناؤه سنة ١٣٢٤ للهجرة الموافق ١٩٠٦ للميلاد.

لتأمين المال اللازم عمد الوالي حسين ناظم باشا إلى فرض ضريبة مقدارها ربع مجيدي فضّة على كل سحّارة خشبيّة كانت تحوي صفيحتين من زيت الكاز المستورد إلى سورية وله عدّة أنواع: ماركة كاز الغزالة، كاز دوّار الشمس وغير ذلك وبما تجمّع لديه من الأموال استطاع تنفيذ هذا المشروع وجرّ المياه من بلدة عين الفيجة إلى مدينة دمشق.

عام ١٩٢٢ تأسّست اللجنة الوطنيّة لمياه عين الفيجة وبدأ العمل بمدّ قناة مياه الشرب من نبع الفيجة سنة ١٩٢٥ ولكنّه تأخّر إبّان الثورة السوريّة وبالنتيجة تمّ الإنجاز سنة ١٩٣٢. 




قتيبة الشهابي. دمشق تاريخ وصور. الطبعة الثانية ١٩٩٠ مؤسّسة النوري للطباعة والنشر والتوزيع. 




Dorothée SackDamaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989. 

No comments:

Post a Comment