والتسمية الأشهر بالطبع محطّة الحجاز. التقطت الصورة الملحقة منذ حوالي أربعين عاماً وهي مأخوذة من دراسة Sack أمّا عن المعلومات أدناه فهي من مصدرين كما يلي:
يقول Weber أنّ محطّة الحجاز في القنوات حلّت محلّ محطّة القدم جنوب دمشق. بدأ العمل في بنائها عام ١٩٠٩ مع شقّ شارع سعد الله الجابري (من نافل القول أنّ التسمية لاحقة) وافتتحت محطّة مؤقّتة في موقعها مع حلول ١٩١٠-١٩١١ جرى من أجلها هدم أجزاء من ترسانة بستان الأعاجم (المقتبس). المحطّة غير مذكورة في دليل الرحّالة Baedeker عام ١٩١٢ ولا دليل Meyers لعام ١٩١٣. أنجز البناء عام ١٩١٧ حسب مخطّطات الاسباني Fernando de Aranda الموضوعة عام ١٩١٢-١٩١٣ بعد أن فاز تصميمه في منافسة نظمتها سلطات المدينة. يبدوا أنّ فكرة المحطّة قديمة إذ يذكر Cook عام ١٩٠٧: "قريباً ستفتتح محطّة جديدة في مكان محطّة العربات مقابل فندق فيكتوريا". من الممكن أنّ اسطنبول حدّدت مواصفات المنافسة بالتفصيل على اعتبار أنّ محطّة قطار المدينة (أي المدينة المنوّرة في الحجاز) تشبه محطّة دمشق إلى درجة كبيرة من ناحية الطراز.
نأتي الآن إلى ما قاله Burns في هذا الصدد مع تجنّب التكرار: يغادر القطار دمشق من محطّة القدم في جنوب الميدان وهو مكان انطلاق الحجّ. اقتضى إنجاز محطّة في المدينة عدّة سنوات وكان هذا بمثابة إزهار نهائي لأكثر المشاريع العثمانيّة المتأخّرة رمزيّة كبوّابة دمشق الجديدة إلى الحجاز التي يدخل دور دمشق في الحجّ عن طريقها عصراً جديداً. تقع محطّة الحجاز (١٩١٧) في النهاية الغربيّة للمحور المنطلق من المدينة القديمة (يدعى اليوم شارع النصر). والبناء أحد أغرب وأجمل منشئات المدينة ويمثّل دورة ٣٦٠ درجة ينتصر فيها الطراز المحلّي في صرح أوروبي مستشرق يستعير إلى درجة كبيرة من النماذج الدمشقيّة التراثيّة. لا تزال قاعة التذاكر قائمة بتفاصيلها الشرقيّة رغم عشرات السنوات من الإهمال والترميم الاعتباطي أمّا عن المحطّة الرئيسة فقد عادت منذ زمن إلى جنوب المدينة في القدم.
أراد جمال باشا بناء سبيل فخم في منتصف الساحة أمام المحطّة مع شلّالات وتماثيل أسود يحمل أحدها في قائمته علم الامبراطوريّة العثمانيّة وعهد في تصميمه إلى الألماني Wulzinger ولكن المشروع بقي حبراً على ورق. لم يحالف التوفيق جهود جمال باشا الحربيّة ولكنّه ترك معالماً في دمشق منها الشارع المعروف باسمه الذي امتدّ ٦٥٠ متراً من أقصاه إلى أقصاه (شارع جمال باشا أو شارع النصر المعروف سابقاً بدرب المرج أو حكر السمّاق) كما أنّه وسّع شارع باب توما وشارع الأمين ورمّم التكيّة السليمانيّة.
Ross Burns. Damascus: A History. Routledge 2005.
Dorothée Sack. Damaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.
Stefan Weber. Ottoman Modernity and Urban Transformation 1808-1918. Proceedings of the Danish Institute in Damascus V 2009.
No comments:
Post a Comment