Sunday, June 30, 2019

صرف دمشق الصحّي


كيفيّة التخلّص من المياه المستعملة والملوّثة معضلة لا بدّ من مواجهتها ومعالجتها لا بل ومراجعتها بين الحين والآخر لتتوائم مع متطلّبات دائمة التغيّر. الصورة أعلاه ملتقطة قبل حوالي أربعين عاماً لقناة تصريف قرب القلعة وهي مأخوذة من كتاب Sack أمّا المعلومات التالية فهي ترجمة شبه حرفيّة من الفرنسيّة للصفحة ١٤٥ من كتاب Arnaud (المرجعان مذكوران بالتفصيل أدناه).

تركّز الانتباه على تزويد المدينة بالمياه منذ القدم وأمّا تجميع وتصريف المياه المستعملة والقاذورات فكان أقلّ تطوّراً وحتّى أمد قريب اقتصر امتلاك مجرى جامع رئيس على المدينة داخل السور ألا وهو نهر قليط الذي يتفرّع عن بانياس عند القلعة ليعبر المدينة متّجهاً إلى الجنوب والشرق. علاوة عليه يلعب العقرباني شمال الممدينة والداراني من الطرف الآخر دور مجرورين إضافيّين بعد قيامهما بوظيفتهما الأصليّة في سقاية الأراضي. تخبرنا التقارير السنويّة الرسميّة عن ثمانية أعمال صيانة عام ١٨٩٠ جرت على امتداد أكثر من ستّة كيلومترات من السياقات من الميدان جنوباً إلى الصالحيّة شمالاً مروراً بالقيمريّة داخل السور وبضاحية الشاغور ممّا يدلّ أنّ هذه الأحياء تمتّعت وقتها بالصرف الصحّي ولو جزئيّاً. أتت تقارير أعمال البلديّة بعد عامين (أي ١٨٩٢) لتشهد أيضاً على حفر عدّة مئات من الأمتار من المجارير في مختلف الأحياء القديمة منها والحديثة. رغم كلّ ما تقدّم من الواضح أنّ معظم البيوت وقتها لم تكن متّصلة بشيكة الصرف الصحّي وجرى التخلّص من فضلاتها بكل بساطة في حفر مخصّصة لهذا الغرض. لا يوجد توثيق دقيق لتطوير الشيكة الحديثة ولكن على الأغلب جرى هذا في العقد الأوّل لعهد الانتداب الفرنسي كما يشهد تغيّر موقع بيوت الخلاء في المنازل في هذه الفترة (*).

(*) سمحت شبكة الصرف الصحّي الحديثة بنقل موقع بيوت الخلاء إلى خلفيّة المنزل بينما كانت تاريخيّاً ملاصقة للشارع بهدف صبّ القاذورات في حفرة صحيّة يتمّ إفراغها بشكل دوري. يقتضي التخطيط العمراني الحديث تمديد المياه النظيفة وشبكة الصرف الصحّي قبل الشروع بالبناء وبالتالي أصبحت واجهة البيوت الحديثة على الشارع مقرّاً لغرف الاستقبال ومزوّدة بالنوافذ إلخ (مقتبس ومختزل عن صفحة ٢٨٨ من نفس المرجع).  






Jean-Luc Arnaud. Damas Urbanisme et Architecture 1860-1925. Sindbad 2006.
 
Dorothée SackDamaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989. 

No comments:

Post a Comment