Wednesday, June 19, 2019

خان أسعد باشا


لا شكّ في كون خان أسعد باشا العظم أحد أهمّ وأجمل الأوابد العثمانيّة في دمشق إذ يأخذ صحنه المغطّى بالقباب أبعاد كاتدرائيّة إلى درجة أنّ الأديب الفرنسي Lamartine شبّهه بكنيسة القدّيس بطرس في روما عندما زار دمشق عام ١٨٣٣. 

بني هذا الخان بين شباط وتشرين الثاني عام ١٧٥٣ على أنقاض قيساريّتين وعديد من البيوت والحوانيت ليكون أكبر صرح تجاري في المدينة بدلالة شهادة العديد من رحّالة الغرب في القرن التاسع عشر (Buckingham عام ١٨١٦ و Taylor عام ١٨٣٠ والدكتور Lortet عام ١٨٨٠)  أضف إليها ذكره لدى نعمان أفندي القساطلي الذي اعتبره الأفضل بين ١٣٩ خاناً موزّعة في أنحاء المدينة. وصفه الألمانيّان Wulzinger و Watzinger في دراستهما الصادرة عام ١٩٢٤ وإلتي استعرت المخطّط الملحق منها ويفيدنا Jean Sauvaget أنّ الخان كان لا يزال محتفظاً بمعدّاته القديمة عام ١٩٣٢ من المنصّات إلى الأبواب والأقفال والمصاريع وهلمّجرّا. 



تتناوب المداميك الحجريّة البيضاء والسوداء في هذا البناء المربّع الشكل المتمركز حول صحن تتوسّطه بحرة وتغطّيه قباب ترتفع فوق دعامات . يبلغ طول الضلع حوالي خمسين متراً ويحدّ الطرف الغربي منه ١٤ حانوتاً مفتوحة على سوق البزوريّة أمّا الطرف الجنوبي فتلاصقه ١٧ من الدكاكين. الصورة أعلاه للمدخل الرئيس المهيب من جهة الغرب ويليه دهليز ذو قبوة بطول حوالي عشرة أمتار. الصحن مربّع الشكل يبلغ طول ضلعه ٢٧ متراً وهو مبلّط بالحجر البازلتي ويتوسّطه بحرة مسدّسة في وسطها فسقيّة رخاميّة. تقسم أربع أعمدة صليبيّة الشكل الصحن إلى تسعة أجزاء متساوية تغطّي كلّ منها قبّة. دمّرت القباب الثلاث المركزيّة خلال زلزال ١٧٥٩ واستعيض عنها بسقف خشبي ووصف Degeorge القباب الستّة الباقية عام ١٩٩٤. 


تتصّل محلّات الطابق الأرضي مع الصحن بأبواب خشبيّة ويقسم كلّ منها إلى غرفتين أماميّة كانت على الأغلب مكتباً وخلفيّة تخزّن فيها البضائع. يؤطّر الطابق العلوي من الداخل ممرّ مغطّى بقبوة يتمّ الدخول منه إلى غرف يزوّد كلّ منها بتافذتين إحداهما مفتوحة على الممرّ والثانية على الخارج.

ليس لهذه المنشأة العثمانيّة الفريدة نظير ولا سابقة لا في دمشق ولا حتّى في سورية وهي تدلّ على الرخاء الاقتصادي في شام القرن الثامن عشر. استعمل البناء إلى أمد قريب كمركز للتبادل التجاري في الخيش والبهارات والأدوات المنزليّة إلى آخره إلى أن تمّ تصنيفه في الخامس من نيسان عام ١٩٧٣ كأثر تاريخي وإخلاء التجّار منه وكان هذا بناءً على طلب المديريّة العامّة للآثار والمتاحف. أرادت وزارة السياحة لاحقاً أن تحوّله إلى فندق دولي ومن حسن الحظّ لم يكتب النجاح لهذا المشروع المتسرّع. جرى ترميمه مؤخّراً. 

الخان رقم ٦.٥٢ في الخريطة الملحقة أمّا ٦.٥١ فهو حمّام البزوريّة أو حمّام نور الدين.  







Ross Burns. Damascus: A History. Routledge 2005. 

Gérard Degeorge. Damas: des Ottomans à nos jours. L'Harmattan, 1994.

Dorothée SackDamaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.

Karl Wulzinger Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.

No comments:

Post a Comment