معظم المعلومات أدناه مأخوذة من دراسة الأستاذ عبد الرحمن بن حمزة النعسان عن سبل مياه دمشق القديمة باستثناء الصورة والخارطة التي تحدّد موضع السبيل في الشاغور البرّاني جنوب الباب الصغير (رقم ٤-٧٧) فهما من كتاب الدكتورة Sack عن تاريخ وتطوّر مدينة دمشق.
تعزوا الباحثة الألمانيّة الفضل في بناء السبيل خطأً لوالي الشام عثمان باشا الجفتلي والعام ١٠٥٠ للهجرة الموافق ١٦٤٠ للميلاد وأمّا الصواب فهو أنّ باني السبيل الوالي عثمان باشا المحصّل بعد قرن كامل أي عام ١١٥٠ للهجرة (١٧٣٧ أو ١٧٣٨ للميلاد) كما يدلّ النقش الكتابي التالي:
أنشأ هذا السبيل المبارك لوجه الله تعالى من أزال ظلمة الظالم عن أهالي الشام مولانا الوزير عثمان باشا يسّر الله ما يشاء الحاكم بدمشق الشام أواسط سنة خمسين حرّر.
يسمّي السيّد النعسان هذا السبيل بكل بساطة "سبيل جانب الجامع السروجي" أو "سبيل السروجي" ويضيف فيقول أنّه في حالة متوسّطة وأنّ بجانبه سبيل حديث مستعمل يعتبره المؤلّف مشوّهاً للمعلم ويقترح إزالته وإعادة فتح السبيل الأثري ومدّه بالمياه وإيراز جماله بإنارة مناسبة . جدّد هذا السبيل السيّد عزّت الكيّال عام ١٩٤١ أمّا عن وصفه الفنّي العماري فهو باختصار كما يلي (المخطّطات الملحقة):
البناء من الحجارة التي تتناوب فيها المداميك السوداء والبيضاء يعلوه قوس مدبّب ويمتاز بحركة الماء الانسيابيّة حيث تتدفّق من مصبّ حجري علوي إلى مصبّ ثانٍ وثالث إلى أن تصل إلى جرن حجري محمول على عمود دائري قصير ثمّ تسيل من هذا الجرن إلى بحرة محاطة بتصوينة. الوجه السفلي للقوس (غير ظاهر في الصورة) غني بالحفر والزخرفة والتطعيم بالمعجون الملّون. في الجانب الأيسر من الجدار الداخلي هناك كرة منحوتة من الحجر الأسود بشكل زهرة لها أربع وريقات بينما يتدلّى من القوس كرة نحاسيّة مزخرفة بواسطة سلسلة معدنيّة ونحتها اللوحة الكتابيّة المربّعة الشكل.
عبد الرحمن بن حمزة النعسان. سبل المياه في مدينة دمشق القديمة. المعهد الفرنسي للشرق الأدنى ٢٠٠٨.
Dorothée Sack. Damaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.
No comments:
Post a Comment