Thursday, June 6, 2019

خان الجمرك‎


تولّى مراد باشا دمشق في العقد الأخير من القرن السادس عشر ويجب التمييز بينه وبين سلفه الذي يحمل نفس الاسم (١٥٦٨ باني جامع النقشبندي في السويقة). كان مراد باشا (الثاني) حاكماً في اليمن وقرمان في الأناضول قبل تعيينه في دمشق حيث بنى مجمّعاً غرب باب البريد وصلتنا تفاصيله من خلال وقفيّتين الأولى تعود لعام ١٥٩٥ والثانية ١٦٠٨-١٦١١. 

شمل هذا المحمّع مقهى من طابقين وسوقاً مؤلّفاً من ٤٧ حانوتاً اختصّ ببيع القلانس وخاناً وبزستاناً. أنجز الخان عام ١٥٩٦-١٥٩٧ وكان على الأغلب مكرّساً لتجارة الأمتعة الفاخرة الموجّهة للفرسان السباهيّة أمّا البدستان أو البزستان فقد بني في العقد الأوّل من القرن السابع عشر لبيع الأقمشة الثمينة  وكان مربّع الشكل له أربعة أبواب يتوسّطه حوض وتغطّيه تسع قباب محمولة على دعامات ضخمة وشمل ٦١ حانوتاً. لا بدّ أنّ هذا البناء يحتلّ الموضع الذي عرف منذ القرن التاسع عشر على الأقلّ تحت اسم خان الجمرك وإن اختلف وصفه في الوقفيّة عن وضعه الراهن. يأخذ خان الجمرك حاليّاً شكل زاوية قائمة تشكّلها ستّة قباب تحضن إلى الشمال والشرق قباب خان الشيخ قطنا الصغيرة كما نراها بوضوح في الصورة أعلاه (حوالي ١٩٨٠) أمّا قبّة خان المراديّة إلى الشمال فهي غير ظاهرة في هذه اللقطة.

نعاين على الخريطة الملحقة موقع خان الجمرك (رقم ٤-٣٠) و خان الشيخ قطنا (٤-٢٩) و خان المراديّة (٤-٢٨) وخان الجوار-الحرمين (٤-٣١). 



هجرت الجمارك "خان الجمرك" عام ١٨٦٤ عندما اشتراه متري أفندي شلهوب وبعده شمعايا أفندي. أصيبت المنطقة بأضرار جسيمة غيّرت بعض معالمها في حريق ١٨٩٣. دمّر الخان والبدستان في حريق عام ١٩١٢ وأعاد البناء لاحقاً آل الخطيب وحالته اليوم جيّدة. آخر ترميم له كان عام ١٩٧٨-١٩٧٩.




Ross Burns. Damascus: A History. Routledge 2005. 

Gérard DegeorgeDamas: des Ottomans à nos jours. L'Harmattan, 1994. 

Jean-Paul Pascual. Damas à la fin du XVIe siècle d'après trois actes de waqf ottomansInstitut français de Damas, 1983. 

Dorothée SackDamaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.

Stefan Weber. Ottoman Modernity and Urban Transformation 1808-1918. Proceedings of the Danish Institute in Damascus V 2009. 


No comments:

Post a Comment