Monday, June 24, 2019

سبيل في العمارة الجوّانيّة


للسبلان وظيفتين: الأولى (الأصليّة) نفعيّة والثانية جماليّة. اقتصر دور السبيل في مطلع العصور الإسلاميّة على تزويد الناس بالماء وكان بسيط البناء إلى أبعد الحدود لا تتعدّى عناصره حوض أو بحرة حجريّة صغيرة الأبعاد يصبّ فيها الماء من ثقب متّصل بطالع. مع مجيء العهدين الأتابكي والأيّوبي زادت العناية بالنواحي الجماليّة وأصبح السبيل قسماً من جدار الأبنية السميكة بلغ عمقه وسطيّاً نصف المتر منحوت في الحجر البازلتي يعلوه قوس وفي أسفله حوض للمياه المأخوذة من طالع مجاور. 

الصورة أعلاه تمثّل هذا النموذج خير تمثيل وعنوانها في كتاب الدكتورة Sack "سبيل وطالع في العمارة الجوّانيّة". لم أنجح في العثور عن المزيد من المعلومات عن هذا السبيل بالذات (تاريخ البناء واسم الباني أو الواقف) والسبب أنّ المؤلّفة لم تحدّد وضعه بدقّة على خرائطها أوّلاً وأنّ العمارة الجوّانيّة تحتوي على عدّة سبل ثانياً عدّدها وعلّمها على إحدى خرائطه الأستاذ عبد الرحمن النعسان وقام مشكوراً بتصوير بعضها ولكن هذه الصور غير مطابقة لصورة Sack وإن شابهتها إلى حدّ كبير. 

من السبلان ما هو وقف ديني ومنها المستقلّ وبعضها منحوت في جدارن بعض البيوت الموسرة مستمدّة مياهها من طالع البيت. سبلان الأسواق بالذات كانت من الأهميّة بمكان إذ لم يكن هناك مصادر مياه مستقلّة لكل دكّان وهذا يعني حكماً اعتماد التجّار والكسبة على السبلان والجوامع للحصول على مياه للشرب والغسيل إلى آخره. 

مع حلول العهدين المملوكي والعثماني أصبحت بعض السبل آية من آيات الفنّ بقي لنا بعضها واندثر البعض الآخر.  





عبد الرحمن بن حمزة النعسان. سبل المياه في مدينة دمشق القديمة. المعهد الفرنسي للشرق الأدنى ٢٠٠٨.



Dorothée SackDamaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.

No comments:

Post a Comment