Tuesday, June 11, 2019

المدرسة السيبائيّة


تجاوز عمر قانصوه الغوري الستين عاماً عندما اعتلى عرش المماليك عام ١٥٠١. دام حكمه خمسة عشر عاماً تركت للقاهرة عدداً لا بأس به من المباني الأثريّة بينما اقتصرت الإنجازات في دمشق على المدرسة السيبائيّة (المعروفة أيضاً بجامع الخرّاطين نسبة لسوق الخرّاطين) خارج سور المدينة مباشرة مقابل باب الجابية إلى الغرب والشمال. 

بنيت المدرسة بين الأعوام ١٥٠٩-١٥١٥ لتكون آخر أوابد دمشق المملوكيّة أمّا عن تسميتها فتعود للأمير سيباي نائب دمشق الذي استعمل لبنائها رخام وأحجار وأعمدة العديد من الجوامع المهجورة والأضرحة ومن هنا تسمية ثالثة لهذه المدرسة "جامع الجوامع".

دفنت أمّ وابنة سيباي في المدرسة أمّا عن النائب فقد لقي مصرعه في معركة مرج دابق التي واجه فيها مع سيّده قانصوه الغوري في حزيران عام ١٥١٦ انكشاريّة ومدافع سليم الأوّل المرهوبة الجانب. لم يكن سيباي متحمّساً لمغامرة قد لا تحمد عواقبها في حرب العثمانييّن ولكنّه حافظ على ولائه للسلطان المسنّ (٧٨ عاماً) إلى النهاية عرفاناً منه بجميل هذا الأخير الذي أتاح له هامشاً واسعاً من الحريّة في إدارة شؤون دمشق وعندما مرّ الغوري في المدينة في طريقه إلى الموقعة المشؤومة استقبله سيباي بمنتهى الحفاوة وحمل مظلّة فوق رأسه خلال عبور موكبه الشوارع.  

تتبع مئذنة المدرسة نمط مئذنة الجامع الأموي الجنوبيّة الغريبيّة المنسوبة للسلطان قايتباي أمّا عن الواجهة فهي مملوكيّة نمطيّة ببوّابتها الشاهقة المتوّجة بالمقرنصات وجدرانها الأبلقيّة. يعتبر البعض هذا البناء خالياً من الأصالة لا يتعدّى تكرار أطرزة معيّنة مستهلكة ويعكس حقبة زمنيّة شحّت فيها الموارد التي كرّس معظمها للجيش المؤتمن على حماية الإمبراطوريّة من التهديد العثماني واحتواء أطماع البرتغالييّن. 

للسيبائيّة ذكر مبتسر في النعيمي لا يتجاوز موقعها واسم بانيها وصفته واحتوائها على تربة وزاوية. 







Ross Burns. Damascus: A History. Routledge 2005. 

Gérard DegeorgeDamas: des origines aux Mamluks. L'Harmattan, 1997. 

Dorothée SackDamaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.

No comments:

Post a Comment