Wednesday, June 5, 2019

دار الحديث التنكزيّة


ترك الأمير المملوكي  سيف الدين تنكز  الحسامي الناصري عدداً من المعالم في دمشق والقدس وغيرها اندثر بعضها وبقي البعض الآخر.

ابتاع الأمير حسام الدين لاجين الشابّ تنكز في سوق العبيد وانتقل هذا الأخير إلى خدمة السلطان الناصر محمّد (ابن قلاوون) بعد موت سيّده وأصبح بالنتيجة نائباً لدمشق عام ١٣١٢ للميلاد وحتّى عام ١٣٤٠ وهي فترة طويلة في جميع المقاييس أمّنت للمدينة الاستقرار والازدهار ويعتبرها الكثيرون أحد العهود الذهبيّة التي مرّت على عاصمة الأموييّن. شهد الكثيرون من المؤرّخين بعدالة تنكز وفضيلته ويضاف إليهم تقريظ الرحّالة المغربي ابن بطوطة الذي زار دمشق عام ١٣٢٦. على ما يبدوا أثار ازدياد قوّة وغنى تنكز شبهات وغيرة السلطان وأدّى هذا إلى إلقاء القبض عليه بعد موت الناصر بفترة وجيزة وإرساله إلى الاسكندريّة حيث مات مسموماً تاركاً خلفه ثروات وأملاك واسعة من البساتين والقيساريّات والكروم والحقول والقرى والطواحين والدور الباذخة (دار الذهب ودار الزمرّد) وهلمّجرّا. 

قام تنكز في دمشق بترميم باب توما والجامع الأموي وترك عدّة أوابد في المدينة كما يلي:

١. دار الذهب (رقم ٣-٤٣ على الخريطة) وهي تقع في مكان يشغله حاليّاً قصر العظم وقامت بدورها على الموقع الذي احتلّته قبلها دار الفلوس.

٢. جامع تنكز في حكر السمّاق (شارع النصر حاليّاً) وحلّ هذا محلّ كنيسة بيزنطيّة للقدّيس نقولا. يستحقّ هذا الجامع الذي شيّد عام ١٣١٧ أكثر ممّا يتّسع له المجال في هذه الأسطر القليلة.

٣. تربة ستيتة حليلة تنكز (رقم ٣-٤١ في الخريطة) التي بنيت عام ١٣٣٠. 

٤. دار الحديث التنكزيّة أو دار القرآن والحديث التنكزيّة التي نرى صورة بوّابتها أعلاه (التقطت حوالي ١٩٨٠) وهي رقم ٣-٤٤ على الخارطة.



لم يبق من دار الحديث الأصليّة المبنيّة عام ١٣٢٧ إلّا بوّابتها المقرنصة. يلاصقها اليوم من الغرب حمّام البزوريّة ومن الجنوب خان أسعد باشا. أسّس فيها الشيخ كامل القصّاب عام ١٩١١مدرسة أهليّة يقال أنّها كانت الأفضل في المدينة (من هنا تسميّة المدرسة الكامليّة ودعيت أيضاً العثمانيّة). بناء الكامليّة لا يزال موجوداً حتّى اليوم وفي حالة جيّدة.  





Ross Burns. Damascus: A History. Routledge 2005. 

Gérard DegeorgeDamas: des origines aux Mamluks. L'Harmattan, 1997. 

Dorothée SackDamaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.

Stefan Weber. Ottoman Modernity and Urban Transformation 1808-1918. Proceedings of the Danish Institute in Damascus V 2009. 





No comments:

Post a Comment