Saturday, July 27, 2019

بوايك حيّ الميدان


أهميّة شارع وحيّ الميدان التاريخيّة مستمدّة بالدرجة الأولى من مرور طريق ومحمل الحج خلاله بداية من جنوب غرب المدينة ونهاية ببوّابة الله باتّجاه حوران والحجاز. كثيرة هي الأوابد المملوكيّة في هذا الحيّ (بينما بالمقابل يطغى الطابع الأيّوبي على المعالم الأثريّة في حيّ الصالحيّة) ولا تزال إلى اليوم شاهدة على عراقته رغم التشويه الناجم عن شقّ الطريق المحلّق الجنوبي. 

للميدان أيضاً وظيفة نفعيّة وتجاريّة حيويّة ففيه يلتقي الريف مع المدينة وإليه يؤتى بقمح حوران الذي يزوّد دمشق بأحد المكوّنات الأساسيّة لقوت بناتها وأبنائها. يتمّ تخزين هذا القمح قبل توزيعه على المطاحن في أبنية خاصّة تدعى البوايك (جمع بايكة) لا يزال بعضها مستعملاً كمستودعات حتّى اليوم وليس بالضرورة للحبوب. 


البايكة بناء مستطيل الشكل تطلّ بضلعها الضيّق على الشارع ويتراوح عرض المدخل من ٤ إلى ٥ أمتار يغلقه باب مؤلّف من درفتين يدخل الزائر عبره إلى قاعة مظلمة اللهمّ إلّا من قليل من النور يتخلّل نافذتين على جانبيّ الباب. يتراوح طول القاعة من ٨ إلى ١٢ متر وتقسم إلى عدّة أجزاء بواسطة أقواس يفصل بينها مسافة ٢ إلى ٤ أمتار. الجدران الخارجيّة والأقواس مبنيّة من الحجر البازلتي وأمّا السقف المستوي فهو معمول من جذوع الحور ويرتكز على الأقواس. يمتدّ فوق هذه الجذوع ألواح خشبيّة أو حصر ومن ثمّ طبقة أو أكثر من الطين الممزوج بالتبن وتتوّج طبقة نهائيّة من الطين والرمل الكوارتزي البناء يتمّ تجديدها قبل كل شتاء عن طريق تسويتها (دحلها) بحجر بازلتي لسدّ الصدوع التي تشكّلت في فصل الصيف.    



Dorothée SackDamaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.

No comments:

Post a Comment