بني قصر العظم جنوب الجامع الأموي في منتصف القرن الثامن عشر في نفس الموقع الذي شغله سابقاً قصر الذهب للأمير المملوكي تنكز (القرن الرابع عشر) ولربّما أيضاً قصر معاوية المعروف بالخضراء في القرن السابع. يحتلّ هذا القصر مساحة ٥٥٠٠ متر مربّع وكما نرى في الخريطة الملحقة فيه العديد من الغرف والقاعات والأواوين وحمّام خاصّ (وهو أمر نادر في ذلك الزمن) وبرّاني (سلاملك) فسيح مع ديار وبحرة في وسطه وجوّاني (حرملك) أكبر منه ومطبخ مع دياره وإسطبل ويغذّيه نهر القنوات بالمياه.
باخنصار يمكن اعتبار قصر العظم من أكثر من ناحية نموذجاً مثاليّاً للبيوت الدمشقيّة الفاخرة وأهمّ هذه البيوت ولا يزال في حالة جيّدة رغم الزمن ورغم الكارثة التي حلّت به عام ١٩٢٥.
تنبّهت الجهات المعنيّة في منتصف القرن العشرين إلى الخطر المحدق بالحرف اليدويّة السوريّة التقليديّة والأزياء والتقاليد ااشعبيّة المتوارثة في زمن حلّت فيه المصانع الكبرى والآلات محلّ العمّال اليدوييّن المهرة وغزت فيه الأزياء الغربيّة كافّة أرجاء العالم وقررّت بناء عليه إنشاء متاحف للفولكلور والحرف لتعريف الأجيال الصاعدة عليها وحمايتها من الإنقراض وهكذا تمّ إحداث أربع متاحف متخصّصة لهذا الغرض في دمشق وحماة وتدمر وطرطوس وأهمّها متحف دمشق الذي اتّخذ قصر العظم مقرّاً له وفتح أبوابه للزوّار في ١٣ أيلول عام ١٩٥٤. نجح هذا المتحف في جذب الكثير من السيّاح وبلغ عدد زوّاره أحياناً ٤٠٠٠ شخص في اليوم وليس هذا برقم يستهان به في منتصف القرن العشرين في مدينة كانت إلى أمد قريب قليلة الإتّصال بالعالم الخارجي.
استقيت هذه المعلومات من كتيّب أصدرته المديريّة العامّة للآثار والمتاحف بطول ٧٥ صفحة مع ثلاثين صورة ونيّف بالأبيض والأسود من نوعيّة متوسّطة آمل أن أحمّلها على صفحتي في المستقبل القريب. الكتيّب من تأليف القيّم على المتحف السيّد شقيق إمام وترجمه إلى الفرنسيّة السيّد جبرائيل سعادة وهو دليل سياحي وليس كتاباً أكاديميّاً عن قصر العظم الذي يتطلّب مجلّدات لتعطيه بعض حقّه. مع الأسف تاريخ تشر هذا الدليل غير متوافر وبتقديري أنّه بين ١٩٥٥ و ١٩٧٠ وعلّ أجرة الدخول تعطي فكرة إذ كانت نصف ليرة في الأيّام العاديّة وربع ليرة يوم الجمعة وللطلّاب. بالنسبة لساعات الدوام فهي من الثامنة صباحاً إلى الواحدة بعد الظهر ومن الرابعة إلى السابعة مساءً (توقيت صيفي) ولا تتغيّر الساعات الصباحيّة في التوقيت الشتوي ولكنّ المسائيّة تصبح من الساعة الثانية إلى الرابعة.
التدخين ممنوع في المتحف كما يحظر التصوير واللمس والبخشيش.
No comments:
Post a Comment