Monday, November 13, 2017

متحف الفنون والتقاليد الشعبيّة


بُنِيَ قصر العظم جنوب الجامع الأموي في منتصف القرن الثامن عشر، في نفس الموقع الذي شَغَلَهُ سابقاً قصر الذهب للأمير المملوكي تنكز في القرن الرابع عشر، ولربّما أيضاً قصر معاوية المعروف بالخضراء في القرن السابع. يحتلّ القصر مساحة ٥٥٠٠ متر مربّع، ويحتوي على العديد من الغرف والقاعات والأواوين، وحمّام خاصّ (أمر نادر في ذلك الزمن)، وبرّاني (سلاملك) فسيح مع ديار وبحرة في وسطه، وجوّاني (حرملك) أكبر، ومطبخ مع دياره، وإسطبل. يستمدّ البناءُ الماءَ من نهر القنوات.

القصرُ نموذجٌ مثاليٌّ للبيوت الدمشقيّة الباذخة، وأهمّ هذه البيوت وأكبرها، لا يزال في حالةٍ جيّدة إلى اليوم على الرغم من عُمرِهِ الطويل وكارثة ١٩٢٥

____________

تنبّهت الجهات المعنيّة في منتصف القرن العشرين إلى الخطر المُحْدِق بالحرف اليدويّة السوريّة التقليديّة، والأزياء والتقاليد ااشعبيّة المتوارَثة في زمنٍ حلّت فيه المصانع الكبرى والآلات محلّ العمّال اليدوييّن المهرة، وغزت فيه الأزياء الغربيّة كافّة أرجاء العالم، وقررّت بناءً عليه إنشاء متاحف للفولكلور والحِرَف لتعريف الأجيال الصاعدة عليها وحمايتها من الإنقراض، وهكذا استُحْدِثَت أربعة متاحف متخصّصة لهذا الغرض في دمشق وحماة وتدمر وطرطوس. اتّخذَ متحف دمشق قصر العظم مقرّاً له، وفتح أبوابه للزوّار في ١٣ أيلول ١٩٥٤. نجح المتحف في جذب الكثير من السيّاح، وبلغ عددُ زوّارِهِ أحياناً ٤٠٠٠ شخص في اليوم؛ ليس هذا الرقم بالمُستهان في منتصف القرن العشرين، ومدينةٍ كانت إلى أمد قريب محدودة الاتّصال مع العالم الخارجي.

جبرائيل سعادة

استقيتُ هذه المعلومات من كتيّب من منشورات المديريّة العامّة للآثار والمتاحف بطول ٧٥ صفحة مع ثلاثين صورة ونيّف بالأبيض والأسود من نوعيّة متوسّطة. المؤلِّف شقيق الإمام (١٩١٣ - ١٩٩٣)، القيّم على المتحف. والمُتَرْجِم إلى الفرنسيّة جبرائيل سعادة (١٩٢٢ - ١٩٩٧). من شبه المؤكّد أنّ هناك نسخة عربيّة وإن لم أنجح بالعثور على معلوماتٍ عنها. المنشور دليل سياحي وليس كتاباً مدرسيّاً عن قصر العظم الذي يتطلّب مجلّدات لتعطيه بعضَ حقِّهِ. تاريخ النشر غير مذكور وفي تقديري أنّه بين ١٩٥٥ و ١٩٧٠، استناداً إلى أجرة الدخول: نصف ليرة في الأيّام العاديّة وربع ليرة يوم الجمعة وللطلّاب. ساعات الدوام حسب التوقيت الصيفي من الثامنة صباحاً إلى الواحدة بعد الظهر، ومن الرابعة إلى السابعة مساءً. لا تتغيّر الساعات الصباحيّة في التوقيت الشتوي عكس المسائيّة التي تصبح من الساعة الثانية إلى الرابعة. 

التدخين ممنوع، وكذلك حال التصوير واللمس والبخشيش.  

No comments:

Post a Comment