دعيت منطقة جبل العرب في العهود الكلاسيكيّة Auranitis وهذه التسمية هي المقابل الإغريقي للتعبير السامي "الأرض السوداء" نسبة للبازلت الداكن اللون والكثير الانتشار في هذه الربوع البركانيّة. اشتقّ اسم حوران من Auranitis والتي تدلّ آثارها على مبلغ ازدهارها في الماضي ومنه أتى لقب جبل حوران قبل أن يتحوّل الإسم لجبل الدروز.
جبل الدروز الأصلي هو جبل لبنان إلى أن حصلت تغيّرات ديموغرافيّة هامّة في أعقاب معركة عين دارة عام ١٧١١ للميلاد والتي اشتبك فيها دروز جبل لبنان (جبل الدروز الأوّل) القيسيّون (الجنبلاطيّة والأرسلانيّة) مع دروزه اليمنييّن (علم الدين). خسر اليمنيّون المعركة ونزحوا إلى جبل حوران (جبل الدروز الثاني). تعزّز الوجود الدرزي في جبل حوران في أعقاب مجزرة ١٨٦٠ عندما وفد مهاجرون من وادي التيم (السفوح الغربيّة لجبل الشيخ أو جبل حرمون وراشيّا وحاصبيّا) وأصبح يدعى جبل الدروز وإن غلبت تسمية جبل العرب في الخطاب العروبي الحديث لاعتبارات قوميّة تسعى ما أمكن إلى تجنّب التسميات ذات المدلول الطائفي.
نرى في اللوحة مذبحاً من قرية كفر (لربّما وافقت Kapra في المصادر المسيحيّة الباكرة) في جبل العرب اكتشف خلال بعثة حفريّات للمديريّة العامّة للآثار والمتاحف عام ١٩٥٢ ليضمّ إلى مقتنيات متحف دمشق الوطني. التمثال بازلتي بارتفاع ٧٨ سم وعرض ٢٥ سم ونرى فيه صورة فلّاح يقدّم قرباناً والصورتان في الأسفل لتوضبح تفاصيل الطبق المعدّ لاستقبال الهدايا والذي تحمله نسور ويطوّقه إكليل أزهار. تعود القطعة للقرن الأوّل أو الثاني الميلادي.
Thomas M. Weber
Sculptures from Roman Syria
Wernersche Verlagsgesellschaft. Worms
2006
No comments:
Post a Comment