Saturday, November 4, 2017

بصرى، بصرونة، بصرة، باصر، بصيرا




بدأ عهد بصرى الذهبي عام ١٠٦ للميلاد، عندما ضمّ الرومان المملكة النبطيّة وخلقوا المقاطعة الرومانيّة العربيّة Arabia أو البتراء العربيّة مع بصرى أو Bostra كمركز إداري وعسكري لهذه المقاطعة. بصرى بالطبع أقدم بكثير من العهد الروماني بيد أنّ تمييزها عن المواقع التي حَمَلَت اسماً مشابهاً، وإن لم يكن مطابقاً، في النصوص التاريخيّة ليس باليسير. الأسطرُ التالية محاولةٌ لتقصّي ظهورها على مسرح التاريخ.

- رسائل تلّ العمارنة (القرن الرابع عشر قبل الميلاد تحت اسم بصرونة. لا غرابة في ذكرها آنذاك نظراً لوقوعِها على طريق القوافل بين سوريّا والبحر الأحمر.
- بصرة مذكورة في سفر التكوين (الأصحاح السادس والثلاثون، الآية الثالثة والثلاثون) في أدوم. من المحتمل أنّها تطابق بصيرا الحاليّة في الأردنّ، إلى الجنوب والشرق من البحر الميّت.  
"وَمَاتَ بَالَعُ، فَمَلَكَ مَكَانَهُ يُوبَابُ بْنُ زَارَحَ مِنْ بُصْرَةَ.
- عاديّات اليهود (يوسيفوس) أواخر القرن الأوّل للميلاد: الكتاب الثاني عشر، الفصل الثامن، الفقرة الثالثة. ذَكَرَ المؤرّخ المدينة تحت اسم باصر التي استباحها يهوذا المكابي وأحرقها.  
- الوثائق اليونانيّة والجغرافي بطليموس (القرن الثاني الميلادي).
- الأصحاح الخامس من المكابييّن الأوّل في كتاب العهد القديم. يُعْتَقَد أنّ هذا السِفْر كُتِبَ في القرن الثاني للميلاد:
"وَأَنَّ كَثِيرِينَ مِنْهُمْ قَدْ حُصِرُوا فِي بُصْرَةَ وَبَاصَرَ وَعَلِيمَ وَكَسْفُورَ وَمَكِيدَ وَقَرْنَائِيمَ، وَكُلُّهَا مُدُنٌ حَصِينَةٌ عَظِيمَةٌ،"
"فَعَدَلَ يَهُوذَا جَيْشُهُ بَغْتَةً وَتَوَجَّهَ جِهَةَ الْبَرِّيَّةِ إِلَى بَاصَرَ؛ فَاسْتَحْوَذَ عَلَى الْمَدِينَةِ وَقَتَلَ كُلَّ ذَكَرٍ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَسَلَبَ جَمِيعَ غَنَائِمِهِمْ وَأَحْرَقَ الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ،"

إذاً لدينا "بصرة" و"باصر". الأولى - حسب موقع الأنبا تكلا - تقع في بلاد أدوم (جنوب البحر الميّت)، والثانية شرق شمال البحر الميّت.  

لا أعتقد بإمكانيّة البتّ فيما إذا كانت بصرى الشام توافق أي من مواقع الكتاب المقدّس المذكورة. 

ارتبطت بصرى بعد الفتح الإسلامي بشخصيّة الراهب بحيرى، الذي يُفْتَرَض أنّه قابل محمّد إبّان ترحالِهِ من وإلى الشام بصحبة عمِّهِ أبي طالب، وتنبّأ بنبوّتِهِ.

الصورة على يمين الناظر لتمثال صغير من الرخام الأبيض مصدره بصرى، اقتناه متحف دمشق الوطني عام ١٩٤١. ما نراه رأس إله أو لربّما فيلسوف بارتفاع ١٧٠ وعرض ١٠٥ من عشيرات المتر. تعود هذه القطعة إلى النصف الأوّل من القرن الثالث للميلاد. 



Thomas M. Weber
.
 Sculptures from Roman Syria in the Syrian National Museum of Damascus. Vol I, from Cities and Villages in Central and Southern Syria. Wernersche Verlagsgesellschaft. Worms. 2006.

No comments:

Post a Comment