ذكره كتاب الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق باقتضاب تحت تسمية بيت عبد الله باشا العظم أمّا عن الصورة الملحقة فهي بعدسة مروان مسلماني وتعود لما قبل ١٩٨٤. تعرّضت لتاريخ القصر سابقاً (الروابط أدناه) وبالتالي فسأقتصر في الأسطر التالية على تعريب بتصرّف عن وصف Degeorge لأكبر بيوتات دمشق (٥٥٠٠ متر مربّع) وأشهرها.
يتمّ الدخول للسلاملك (البرّاني) من ممرّ معقوف ونرى في هذا الجناح العديد من غرف الاستقبال وإيوان تحيط بصحن مزروع بأشجار البرتقال يرطّبه حوض مركزيّ مستطيل. تمّ ترميم هذا القسم حوالي عام ١٨٣٠ على طراز روكوكو يتميّز بالغلواء في زخرفته وأصبح في بداية عهد الانتداب مقرّ إقامة للمندوب السامي. يؤدّي دهليز معقوف آخر تغلقه ثلاثة أبواب متتالية من السلاملك إلى الحرملك (الجوّاني) وهو المكوّن الأكبر والأغنى للقصر ومركز حياة العائلة وسكن الباشا ونسائه. صحن الجوّاني مفروش بالبلاط ذو الألوان المتنوّعة وتزيّنه في المركز حديقة من أشجار البرتقال والليمون والياسمين والآس. يوجد في شرقه حوض كبير مستطيل وفي غربه حوض صغير مضلّع. يحمي رواق الغرف على الضلع الشمالي من قيظ الشمس وترتكز أقواس هذا الرواق المدبّبة الخمس على أعمدة قديمة وتيجان مأخوذة من أوابد دارسة. بنفتح إيوان كبير في الطرف الجنوبي على محور الحوض المستطيل ونرى قرب المدخل القاعة الباذخة وهي مرتفعة قليلاً عن الأرضيّة يتمّ الوصول إليها بدرج خارجيّ وتتكوّن من أربعة أجزاء تتمفصل بعضها مع البعض الآخر بشكل حرف T: أحد الأقسام منخفض يتمركز حول بحرة مع نافورة (الوصف طبعاً للعتبة) والثلاث أقسام الباقية (طزرات: جمع طزر) مرتفعة وتنفتح بأقواس مدبّبة كبيرة من الرخام الأبيض والأسود (الأبلق). يغلب الطابع المملوكي على المجمّع والزخرفة شديدة الإتقان. تتناوب المداميك السوداء والبيضاء والبنيّة المصفرّة في الواجهة ويعلوا الباب نقش كتابيّ يؤرّخ تاريخ البناء عام ١٧٤٩. الجدران مغطّاة بالرخام الأحمر والأبيض والأسود حتّى نصف ارتفاعها ثمّ يأتي طنف خشبيّ بشكل أسناخ تزيّنها باقات. احترقت القاعة عام ١٩٢٥ (أي عندما هاجم الثوّار السوريّون القصر: الروابط أدناه) وأعيد بناؤها بالكامل عام ١٩٣٤.
في الحرملك علاوة على ما سبق سلسلة من الغرف الصغيرة المفتوحة على الصحن وهي من نفس النمط يتكوّن كلّ منها من قسم منخفض (عتبة) ترطّبها نافورة صغيرة وقسم مرتفع حوالي ثلاثين ستنمتراً (طزر). يغطّي الخشب الملوّن والمزخرف الجدران حتّى منتصف ارتفاعها أمّا القسم العلوي فهو مطلي بالكلس وتتخلّله أحياناً نوافذ. الأسقف فخمة للغاية ومطليّة بزخارف زهريّة وتشابكات هندسيّة بارزة ونرى فوق الأبواب خصوصاً تقنيّة في الزينة خاصّة بدمشق يتمّ فيها حفر عناصر الزخرفة (عادة باقات أزهار) ثمّ ملء الفراغ بمعجون ملوّن.
اشترت الحكومة الفرنسيّة القصر عام ١٩٢٢ من ٦٨ شخصاً من سليليّ أسعد باشا وجعلته مقرّاً للمعهد الفرنسي للآثار والفنون الإسلاميّة.
الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق. تأليف كارل فولسينجر وكارل فاتسينجر تعريب قاسم طوير وتحقيق عبد القادر ريحاوي.
Gérard Degeorge. Damas: des Ottomans à nos jours. L'Harmattan, 1994.
Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.
No comments:
Post a Comment