تزخر قاعة تدمر في متحف دمشق الوطني بالتماثيل والمنحوتات النابضة بالحياة التي زيّنت قديماً معابد عروس الصحراء ومدافنها. يتميّز الفنّ التدمري بأمانة التفاصيل ودقّة التنفيذ والتمثيل الجباهي للأشخاص وأن لم يحترم المنظور ونسب الأطراف للجذع.
بلغ عد آلهة تدمر حوالي الأربعين اختلط فيهم الأرباب المحليّون مع أقرانهم المستوردين ويمكن عموماً تقسيمهم إلى الفئات التالية:
- آلهة تدمريّة وطنيّة: الثالوث بل (كبير الآلهة) مع إله الشمس يرحبول وإله القمر عجلبول.
- آلهة عربيّة أو ذات أصول عربيّة: اللات (Athena لدى الإغريق و Minerva لدى الرومان) وعزيزو وأرصو.
- آلهة سوريّة كنعانيّة (أو فينيقيّة إذا شئت) أهمّها بعلشمين إله العاصفة.
-آلهة مختلفة من الشرق (بلاد ما بين النهرين) والغرب.
ملامح جميع الأرباب بشريّة مثاليّة في جمالها ولا يتميّز الآلهة عن سائر اليشر في النحت إلّا في بعض السمات المستعارة من النماذج الإغريقيّة في الشرق.
الصورة أعلاه لنحت بارز bas-relief يمثّل الربّة اللات. الوصف التالي مترجم عن الأصل الفرنسي للدكتور سليم عبد الحقّ وقرينته الدكتورة رينيه:
الربّة جالسة بين أسدين وترتدي ثوباً سابغاً ويغطّي صدرها درع مصدّف cuirasse en écaille (كما في غطاء السلحفاة) وتحمل حربة في يدها اليمنى وتعتمر خوذة يتوّجها عرف. نرى على يمين الإلهة رجلاً ملتحياً حاسر الرأس يرتدي ثوباً إغريقيّ الطراز ويحرق البخّور على مذبح.
هناك نقش كتابي تدمري على القاعدة على سطرين يترجم كما يلي:
قام رابيل ابن عويدة ابن يدعاي بحمد اللات ورحم وليخلد ذكر سلمى ابن كاسيانوس.
هذا النحت الكلسي النافر مشوّه في بعض المواضع كما في اليد اليسرى والذراع الأيمن للربّة ورأسي الأسدين.
الأبعاد ٥٦ عشير المتر x ٥٠ عشير المتر والمصدر خربة السانة (؟!) في جبل بلعاس.
Sélim et Andrée Abdul-Haq. Catalogue Illustré du Département des antiquités Greco-Romaines au Musée de Damas, 1951.
No comments:
Post a Comment