تتشارك الأديان اليهوديّة والإسلاميّة وبعض المذاهب المسيحيّة (الإنجيليّة البروتستانتيّة) في نفورها من الصور التشكيليّة للكائنات الحيّة أو على الأقلّ ما يهدف منها إلى محاكاة الطبيعة. لدينا مع ذلك دلائل على وجود استثناءات مبكّرة لهذه القاعدة كما في قصر أو قصير عمرة الأموي في الأردن واللوحات الجداريّة في دورا أوروبوس في سوريا. فلننظر إلى بعض ما تركته لنا هذه الأخيرة.
الصورة أعلاه لمحراب التوراة في كنيس دورا أوروبوس وكما رأينا أعيد تجميع هذا الكنيس في متحف دمشق الأموي في ثلاثينات القرن العشرين.
يتوجّه المحراب نحو القدس وتؤدّي ثلاث درجات عالية إليه بحيث يرتفع عن مستوى الأرض متراً وستّة عشيرات المتر (سنتمترات). يلفت نظرنا عمودان مطليّان باللون الأخضر على جانبيّ المحراب يرتكز كلّ منهما على قاعدة صغيرة فوق الدرجة الثالثة ونرى فوقهما سطحاً معمّداً entablature يعلوا قوساً وعلى هذا السطح من يسار التاظر إلى يمينه نشاهد شمعداناًً سباعيّاً menorah ثمّ هيكل سليمان في القدس وأخيراً مشهد قربان ابراهيم. يحمل هذا الأخير سكّيناً في يده اليمنى ويتهيّأ للتضحية بابنه اسحق المستلقي على المذبح عنما تظهر يد الله (هكذا يقول النصّ ولكنّي لم أنجح برؤية هذه اليد) وكبش الفداء خلف الشجيرة. تزيّن المحراب تحت السطح المعمّد قوقعة مقولبة وزخارف هندسيّة ملوّنة لربّما تواجدت فيها ألواح أو كتابات الشريعة الموسويّة قديماً.
للحديث بقيّة.
Sélim et Andrée Abdul-Haq. Catalogue Illustré du Département des antiquités Greco-Romaines au Musée de Damas, 1951.
No comments:
Post a Comment