يحتلّ العام 1952 مكانة مميّزة في تاريخ الآثار والتنقيب في سوريا عموماً ودمشق ومتحفها الوطني خصوصاً إذ خصّصت له المديريّة العامّة للآثار والمتاحف كرّاساً كاملاً بطول 50 صفحة لا أعرف التاريخ الدقيق لصدوره وإن كان على الأغلب عام 1953 إذ نجد إشارة في صفحة 5 إلى زيارة صاحب الفخامة الجنرال الشيشكلي إلى أطلال ماري وصفحة 37 إلى فخامة الرئيس فوزي سلو. لا يظهر إسم المؤلّف في أي مكان ولكنه على الأغلب الدكتور سليم عبد الحقّ الذي احتلّ وقتها منصب المدير العامّ للآثار.
شهد عام 1952 اكتشافات هامّة في مدينة ماري تعود إلى العهد الذي سبق تدميرها على يد الأكادييّن نحو منتتصف الألف الثالث قبل الميلاد (تماثيل وفخّار) وأوغاريت (علّ أهمّها وثائق بالمسماريّة على لويحات تتناول الأمور التجاريّة والسياسيّة والقانونيّة) والرصافة (قصر هشام إبن عبد الملك) وتلّ الصالحيّة الذي يقع على بعد 15 كيلومتر شرق دمشق (تعود طبقاته العميقة إلى الألف الثاني قبل الميلاد) والرقّة (قصر نسب وقتها للخليفة العبّاسي المعتصم بالله) وجبل الدروز (مجموعة من التماثيل الرومانيّة) وجبلة (تمّ كشف مسرحها الذي يتّسع لثمانية آلاف متفرّج) وتدمر التي كان القسم الأعظم من مسرحها مطموراً تحت الرمال وتمّ كشفه بفضل جهود الجيش السوري الذي ساهم بتوفير اليد العاملة.
مسرح تدمر |
أشرفت المديريّة العامّة للآثار والمتاحف على ترميم قلعة الحصن ودير أو قلعة القدّيس سمعان العمودي وقلعة حلب (أشرف عليها تقنيّاً السيّد آغوب كيرشيان وخصّص لها 40،000 ليرة) وقلعة دمشق التي أنفق عليها 8،000 ليرة سوريّة وتولّى الأعمال فيها مهندس العمارة السيّد زكي الأمير والذي أشرف أيضاً على ترميم قلعة حمص ورفع القوس الروماني في الشارع المستقيم (يقع على بعد 618 متر من الباب الشرقي) إلى المستوى الحالي من موقعه الأصلي 4،6 متر تحت الأرض أي تحت مستوى الصرف الصحّي ورصد لهذا المشروع مبلغ 20،000 ليرة. أجرت المديريّة أيضاً ترميمات في اللاذقيّة وقصر الحير الشرقي.
تدعو المديريّة على الغلاف الخلفي للكتاب المهتمّين بتطوّر تاريخ الإنسانيّة إلى زيارة متاحف دمشق وحلب والسويداء وتدمر إضافة إلى العديد من المواقع الأثريّة في سوريا.
المطبعة الهاشميّة
No comments:
Post a Comment