Monday, July 24, 2017

موقع دمشق الآراميّة


شغلت المدينة الآراميّة مساحة أصغر بكثير من خليفتها الرومانيّة وما يمكن قوله أنّها موضعها كان إلى جنوب بردى ببضع مئات من الأمتار وبمعاينة تضاريس الأرض نستطيع تحديد أربع تلال إصطناعيّة يبلغ ارتفاع كلّ منها ١٠-٢٠ متراً أولّها يقع في حيّ باب توما والثاني حنوب الشارع المستقيم وشرق المدينة في حيّ اليهود والثالث في حيّ الشاغور أيضاً جنوب الشارع المستقيم ولكن غرب المدينة والرابع جنوب شرق الجامع الأموي وهذا الأخير على الأغلب هو المكان الأقدم في دمشق وعلّه يوافق المدينة الآراميّة ويعزّز هذه الفرضيّة قربه من النهر وجواره للمعبد. تبقى الحفريّات الطريقة المثلى لتأكيد أو نفي هذا الطرح ولكن يتعذّر هذا الأمر أو يكاد في مدينة مأهولة منذ آلاف السنين تعجّ بالسكّان والأبنية التاريخيّة التي بنيت على أطلال ما سبقها.


تطوّرت تروية المدينة عبر العصور ومن المعلوم أنّ مياه الشرب تأتيها حاليّاً من الفيجة وأمّا قديماً فكان الإعتماد على بردى وفروعه وعلّ بانياس أقدمها إذا قبلنا طرح العالم الفرنسي جان سوفاجيه والذي اعتبر المقصود بإشارة كتاب العهد القديم (البيت الثاني عشر في الإصحاح الخامس في سفر الملوك الثاني) إلى أنهار أبانا وفرفر هي بردى وبانياس. يزوّد هذا الأخير مع نهر القنوات الروماني (لاحقاً) دمشق بمعظم إحتياجاتها إذ يدخل بانياس المدينة من القلعة ليتفرّع منه نهر قليط باتّجاه الجنوب.  تجدر الإشارة هنا أنّ الجامع الأموي يحظى بعناية خاصّة إذ يتلقّى مياهه من بانياس والقنوات معاً.

Richard Thoumin

Géographie humaine de la Syrie Centrale

Tours
Arnault et Cie, Maîtres Imprimeurs
1936

No comments:

Post a Comment