ازدهرت ثلاث مدن سوريّة في العصور القديمة Haute Antiquité (مصطلح المقصود فيه الفترة الواقعة بين الألف الرابع والقرن السابع قبل الميلاد أي السابقة للعهود الكلاسيكيّة اليونانيّة-الرومانيّة). هذه المدن الثلاث هي إيبلا وماري وأوغاريت ولربّما اكتشف غيرها في المستقبل.
تقع مدينة ماري-تلّ الحريري على الضفّة الجنوبيّة الغربيّة لنهر الفرات بالقرب من مدينة أبو كمال وقد تمّ اكتشافها صدفة عام ١٩٣٣ من قبل جماعة من البدو في سبيل دفن أحد أمواتهم عندما وفعوا على تمثال لا رأس له يحمل كتابات مسماريّة وحدا هذا السلطات المعنيّة إلى إرسال بعثة بقيادة العالم الفرنسي André Parrot بهدف التنقيب وتبع هذه البعثة بعثات يمكن باستقراء معطياتها رسم صورة مقبولة عن ماري ومجدها الغابر.
نستطيع القول أنّ أصول المدينة تعود إلى أواخر القرن الرابع قبل الميلاد وكانت أحد أهمّ مدن بلاد ما بين النهرين في العهود السابقة لصارغون الأكادي إذ احتلّت موقعاً استراتيجيّاً بين بابل والبحر المتوسّط. دمّرت ماري في منتصف الألف الثالث قبل الميلاد ولكنّها عادت فازدهرت إلى أن دمّرها حمورابي البابلي نهائيّاً حوالي عام ١٧٥٠ ق.م. وقتل وسبى أهلها ولم تقم لها بعد ذلك قائمة.
التمثال أعلاه لعابد من معبد نينيزازا مصنوع من المرمر ويبلغ ارتفاعه ٥٤ سنتيمتراً. يعود هذا التمثال للألف الثالث قبل الميلاد.
Gérard Degeorge
Syrie
Art, Histoire, Architecture
Hermann, éditeurs des sciences et des arts
1983
No comments:
Post a Comment