تتلخص تقنيّة العجمي بتطبيق زخارف نافرة على السطوح الخشبيّة أو القماشيّة canvas (التي تلتصق عليها عجينة العجمي بسهولة على عكس الرخام الأملس) باستعمال عجينة من الجصّ الممزوج بصمغ أو لاصق يمكن تعزيزه بالألوان المختلفة ليعطي نماذجاً شبيهة بالزخارف الإيرانيّة وعلّ هذا مصدر التسمية. للتوكيد العجمي نافر raised بينما يسمّى التلوين على سطح مستوي flat بالحريري. عناصر غرف العجمي كثيرة (الحجر ونماذج الأبلق مثلاً) وليست جميعها مزيّنة بهذه التقنيّة ولكنّها تتميّز بغناها بالخشب في الأسقف والجدران والأبواب وهلمجرّا.
تاريخ العجمي المعروف حديث نسبيّاً إذ لا يوجد حاليّاً أي نماذج خشبيّة مزيّنة في دمشق أقدم من عام 1400 عندما استباحها تيمورلنك وأقدم الموجود اليوم لا يتجاوز بقايا في جامع التيروزي وبيت العقّاد تبقى صلتها بالعجمي غير مؤكّدة. ما هو مؤكّد أنّ استعمال العجمي في دمشق أصبح واسع الإنتشار مع مطلع القرن الثامن عشر ولكن معظم الغرف الباقية اليوم تعود إلى الفترة بين 1760-1830 وهي الفترة الواقعة بين زلزال 1759 وتضاؤل الإهتمام بالعجمي اعتباراً من منتصف القرن الثامن عشر والذي تزامن مع ازدياد شعبيّة الباروك والروكوكو العثمانييّن القادمين من أوروبا عن طريق القسطنطينيّة.
نشر هذا الكتاب الجميل والثمين عام 2013 والمؤلّفة السيّدة Anke Scharrahs ألمانيّة بدأ اهتمامها بالعجمي عام 1997 عندما طلب منها المساهمة في ترميم "غرفة دمشق" في متحف Dresden العرقي والكتاب رحلة عبر الزمن خلال 300 صفحة من الصور الحديثة والتاريخيّة في بيوت دمشق الرائعة بعتباتها وقاعاتها وأسقفها وخزائنها وجدرانها وأبوابها.
يتعرّض الكتاب لمواد الزخرفة والملوّنات القديمة التي بطل استعمالها واختفت أسمائها من ذاكرة الناس أو كادت كما يبحث في الطرائق العلميّة الحديثة لترميم هذه الكنوز وإظهار حسنها والزهاء الأصلي لألوانها ويعطي العديد من التفاصيل الهامّة فمثلاً يقول أنّ بيت حورانيّة (المجاور لبيت العقّاد) يحتوي على "أهمّ غرفة عجمي في العالم" ولربّما كان ذلك عائداً أنّه لم يبتلى حتّى الآن بالتشويه الناتج عن ترميم تجاري أو متسرّع. تعرّف المؤلّفة عناصر البيت الدمشقي بأسلوب مبسّط سهل المنال للأخصائييّن والهواة.
استهوت الغرف الدمشقيّة عدداً لا بأس به من أثرياء الغرب الذين قاموا بشراء بعضها اعتباراً من أواخر القرن التاسع عشر لإعادة تجميعها في إنجلترا وألمانيا وفرنسا والولايات المتّحدة الأمريكيّة وغيرها ودفعوا في مقابلها مبالغ كبيرة من المال وبالطبع الطلب يجلب العرض وهكذا قام التاجران في الفنون جورج أصفر وجان سركيس بتجميع عناصر الغرف الدمشقيّة بما يتوافق مع ذوق زبائنهم الأجانب وقام شريكهما محمّد علي الخيّاط (أبو سليمان) بترميم هذه الغرف قبل تصديرها إلى وطنها أو أوطانها الجديدة لنشر الفنّ الدمشقي عبر العالم.
No comments:
Post a Comment