رغم أنّ هذا الكتيّب باللغة الإنجليزيّة موجّه بالدرجة الأولى للزوّار الأجانب فلا يمكن اعتباره دليلاً سياحيّاً إذ أنّه يخلو من كثير من المعلومات البسيطة ولكن الجوهريّة بالنسبة للسائح وعلى سبيل المثال الفنادق والمطاعم والبنوك والملاهي والمواصلات وغيرها من الخدمات.
يركّز المؤلّف الدكتور جورج حدّاد (أستاذ في التاريخ بجامعة دمشق) من خلال 90 صفحة من القطع الصغير على اختصاصه أي التاريخ والمعالم التاريخيّة وتزيّن الكرّاس مجموعة من الصور بالأبيض والأسود من نوعيّة متوسّطة يضاف إليها ثلاث خرائط خارج النصّ الأولى لمدينة دمشق والثانية لسوريا الجنوبيّة والثالثة لسوريا ككلّ وتشمل لبنان ولواء إسكندرون.
يستشهد الكاتب في المقدّمة بالمؤرّخ الدكتور فيليب حتّي ومقولته بأن "لكل إنسان متحضّر وطنان أولاهما مسقط رأسه والثاني سوريا" وينتقل بعدها إلى لمحة جغرافيّة وديموغرافيّة وتاريخيّة وإقتصاديّة قصيرة (7 صفحات) ومن ثمّ إلى مدينة دمشق التي بلغ تعداد سكّانها عام 1950 حوالي 330،000 نسمة (من اصل (3،25 مليون لسوريا إجمالاً) منهم 50،000 مسيحي.
ننطلق مع الكاتب من ساحة المرجة إلى القلعة وسوق الحميديّة والجامع الأموي وضريح صلاح الدين وقصر العظم فالبزوريّة والشارع المستقيم إلى باب توما والباب الشرقي ثمّ نعود باتجاه الغرب إلى الدرويشيّة وشارع جمال باشا (النصر) وجامع تنكز ومحطّة الحجاز فالجامعة السوريّة والمتحف الوطني والتكيّة السليمانيّة ومن ثمّ ننعطف شمالاً على طريق الصالحيّة نحو جامع الشيخ محيي الدين إبن عربي ونعرّج على أحياء المهاجرين وأبو رمّانة الحديثة ولا ننسى في طريق العودة شارع بغداد الذي يتّجه شرقاً إلى حيّ القصّاع. بالطبع هذه يرافق هذه الجولة وصف قصير للمعالم على الطريق والتاريخ المتعلّق بها وتحتلّ مدينة دمشق مع صورها 30 صفحة من الإجمالي.
نأتي الآن إلى ريف دمشق (11 صفحة) ونباشر بمنطقة القلمون في الشمال والشرق وفيها صيدنايا ويبرود والنبك ومعلولا (التي يتكلّم أهلها وأهل جارتها جبعدين إحدى لهجات اللغة الآراميّة) ثمّ نعود إلى المدينة لنتّجه غرباً إلى وادي بردى ومصايف الزبداني وبلودان وبعدها نحوّل إلى الجنوب نحو جبل الشيخ والجولان.
الخطوة التالية حوران وبالذات بصرى (8 صفحات) قبل أن ننتهي بجبل الدروز (11 صفحة) وكلاهما شديد الغنى بآثار العهد الروماني وما موافع شهبا أو Philippopolis والقنوات والسويداء أو Dionysias إلّا غيض من فيض من كنوز جبل العرب.
يختم الدكتور حدّاد الكتاب بسرد العشرات من المراجع الأجنبيّة معظمها بالفرنسيّة والإنجليزيّة لمن يرغب في معرفة المزيد عن دمشق وسوريا ولا تزال الكثير من هذه المؤلّفات الكلاسيكيّة منهلاً لا يمكن الإستغناء عنه حتّى يومنا هذا.
No comments:
Post a Comment