هذا الكتاب ترجمة إلى الإنجليزيّة عن الأصل العربي الذي صَدّرَ عام ١٩٦٩. لم أستطع الحصول على نسخة من الدليل العربي وبالتالي لا أعلم ما إذا اقتصرت الطبعة الإنجليزيّة على تعريب الأصل، أم أنّها أضافَت ونقَّحت وعدَّلت. العمل عبارة عن جرد لموجودات المتحف مع وصف مهني مختصر للقِطَع عبر ٢٥٥ صفحة، بالإضافة إلى العشرات من الصور بالأبيض والأسود وأحياناً بالألوان. لا شكّ أنّ مقتنيات المتحف زادت خلال الخمس والأربعين السنة الماضية ولا أعتقد أنّ الكتالوج يغطّي كافّة المحفوظات، حتّى لو طرحنا ما اكتُسِبَ منها بعد صدورِهِ.
يبدأ الكتاب بمقدّمة مختصرة للدكتور عفيف بهنسي، المدير العام للآثار والمتاحف، يليها سرد سريع لتاريخ المتحف الذي بدأ عام ١٩١٩ في المدرسة العادليّة، وانتقل إلى المكان الذي يشغله حاليّاً غرب التكيّة السليمانيّة عام ١٩٣٦. توسّع المتحف أكثر من مرّة منذ ذلك الوقت. كلفة الدخول لدى صدور الدليل ليرة سوريّة للجمهور، ونصف ليرة للجنود والطلّاب، ومجّاناً للوفود المدرسيّة والعلميّة والرسميّة.
____________
يتوزّع متن الكتاب على ثلاثة أجزاء. الجزء الأوّل يتناول العهود القديمة "قبل الكلاسيكيّة"، أي السابقة للإسكندر الأكبر، بقلم الأستاذ عدنان الجندي، ويغطّي الكثير من الموجودات التي جُمِعَت من مختلف أرجاء سوريا مع اهتمام خاصّ بمدينتَيّ أوغاريت وماري.
يتوزّع متن الكتاب على ثلاثة أجزاء. الجزء الأوّل يتناول العهود القديمة "قبل الكلاسيكيّة"، أي السابقة للإسكندر الأكبر، بقلم الأستاذ عدنان الجندي، ويغطّي الكثير من الموجودات التي جُمِعَت من مختلف أرجاء سوريا مع اهتمام خاصّ بمدينتَيّ أوغاريت وماري.
الجزء الثاني مخصّص للبقايا اليونانيّة والرومانيّة والبيزنطيّة للأستاذ بشير زهدي. يحتوي هذا الجزء على أطول مقدّمة تاريخيّة في الكتاب (١٧ صفحة)، ويركّز على تدمر ودورا أوروپوس وحوران.
الجزء الثالث والأخير عن الموجودات الإسلاميّة، والكاتب الأستاذ محمّد أبو الفرج العشّ، الذي استهلَّ البحث بقصر الحير الغربي قبل أن ينتقل إلى وصف سائر الموجودات: النقود والخشب والمخطوطات والفخّار والنحت على الحجر والأشغال المعدنيّة والزجاج والمجوهرات إلى آخره. عني المؤلّف بتعداد الكثير من السلالات الحاكمة وتسلسلها الزمني: الأموييّن والعبّاسييّن والأغالبة والإخشيدييّن والطولونييّن والفاطمييّن والأتابكة والأيّوبييّن.
____________
الدليلُ مفيدٌ للزائر المهتمّ ومرجعٌ قيّمٌ للأخصّائيّين والباحثين، وأكثر من مجرّد كشف أو كاتالوج لمقتنيات المتحف، إذا أخذنا بعين الاعتبار تفاصيل العاديّات التقنيّة والفنيّة وخلفيتها التاريخيّة.
حسنات الكتاب إذاً كثيرة وإن كان عليه بعض المآخذ:
- إذا كانت المادّة غنيّة فالإخراج متواضع: الكتاب يفتقر إلى فهرس، ونوعيّة الصور متوسّطة إلى سيّئة وهذا أمرٌ جلل في عمل توثيقي وفنّي من هذا النوع. توزيعُ الصور لا يتوافق دائماً مع تسلسل النصّ وكثيراً ما يختلط فيه الحابل بالنابل ممّا يصعّب المراجعة والمقارنة إلى درجةٍ لا بأس بها. يمكن لحسن الحظّ الحصول على الكثير من هذه الصور من مصادر متنوّعة بدقّةٍ أفضل.
الدليلُ مفيدٌ للزائر المهتمّ ومرجعٌ قيّمٌ للأخصّائيّين والباحثين، وأكثر من مجرّد كشف أو كاتالوج لمقتنيات المتحف، إذا أخذنا بعين الاعتبار تفاصيل العاديّات التقنيّة والفنيّة وخلفيتها التاريخيّة.
حسنات الكتاب إذاً كثيرة وإن كان عليه بعض المآخذ:
- إذا كانت المادّة غنيّة فالإخراج متواضع: الكتاب يفتقر إلى فهرس، ونوعيّة الصور متوسّطة إلى سيّئة وهذا أمرٌ جلل في عمل توثيقي وفنّي من هذا النوع. توزيعُ الصور لا يتوافق دائماً مع تسلسل النصّ وكثيراً ما يختلط فيه الحابل بالنابل ممّا يصعّب المراجعة والمقارنة إلى درجةٍ لا بأس بها. يمكن لحسن الحظّ الحصول على الكثير من هذه الصور من مصادر متنوّعة بدقّةٍ أفضل.
- المراجع المذكورة أقلّ بكثير من المطلوب.
- الأخطاء المطبعيّة كثيرة وبعضها يتعلّق بتواريخ وتفاصيل تقنيّة.
- الترجمة الإنجليزيّة بحاجة إلى التنقيح، وهناك تدهور واضح مقارنةً مع الترجمة الفرنسيّة التي زامنت الأصل العربي. الأخطاء الإملائيّة والنحويّة أكثر من الحدّ المقبول، ونرى أحيناً عدّة أغلاط في نفس السطر. إذا كان هذا العمل موجّهاً للناطقين بالضاد فلا داعي له ويكفي الرجوع للأصل العربي، أمّا إذا كان موجّهاً للأجانب فيتعيّن مراجعته عدّة مرّات ومن أكثر من أخصّائي (باللغة والآثار) قبل إرسالِهِ إلى المطبعة وطرحِهِ للبيع. التاريخ السوري عريق، يستحقّ أن نزهو به ونعطيه بعضاً من حقِّهِ.

No comments:
Post a Comment