Saturday, July 1, 2017

Géographie Humaine de la Syrie Centrale

الكاتب هو المستشرق الفرنسي Richard Thoumin وهو جنرال من مواليد 1897 وحائز على دكتوراه في الآداب والكتاب يعود لعام 1936 وعهد الإنتداب الفرنسي وأما عن النسخة بين يداي فقد كانت في فترة من الفترات ملكاً لقسم التاريخ في مكتبة الحامية  Bibliothèque de Garnison  التابعة لوزارة الحرب  Ministère de la Guerre وتحديداً ما يسمّى بالدائرة الوطنية للجيش والبحريّة والجوّية Cercle National des Armées de Terre, de Mer, & de l’Air يتجاوز عدد الصفحات 350 من القطع الكبير وتشمل العديد من الخرائط والصور التاريخيّة بالأبيض والأسود التي آمل نشرها قريباً ويضاف إلى ذلك خريطتان مطويّتان في نهاية الكتاب. 


الموضوع قيد البحث هو الجغرافيا البشريّة لسوريا المركزيّة وهنا يجب أن نعرّف الجغرفيا البشريّة أوّلاً وما يقصده المؤلّف بسوريا المركزيّة ثانياً:

يمكن أن نقسم علم الجغرافيا إلى قسمين: الأوّل هو الجغرافيا الطبيعيّة Physique  وتبحث هذه في المناخ والتضاريس والبيئة والأرض والماء والسماء دون التعرّض لعمل الإنسان أمّا الجغرافيا البشريّة Humaine  فتتناول التفاعل بين الإنسان ومحيطه في المناطق التي يسكنها وتتعرّض للظواهر الديموغرافيّة والإجتماعيّة والإقتصاديّة والثقافيّة والدينيّة.

بالنسبة لسوريا المركزيّة فقد عرّفها الكاتب بالمنطقة التي يحدّها شمالاً حمص وسهل عكار وجنوباً نهر الليطاني وغرباً البحر المتوسّط وشرقاً بادية الشام وهي تشمل دمشق مع غوطتها، القلمون، سلسلة جبال لبنان الشرقيّة وامتدادها الجنوبي حرمون (جبل الشيخ)،  وادي البقاع، جبل لبنان، والشريط أو السهل الساحلي


يجب التوكيد هنا أنّ الدراسة تتناول الجغرافيا البشريّة وليس التاريخ البشري وأنّ المؤلّف يعطي العوامل الجغرافيّة كتواجد المياه والحواجز الجبليّة والطقس الأولوية في تحديد توزّع السكّان ونشاطهم منذ أقدم الأزمنة وحتّى مطلع القرن العشرين عندما بدأت التقنيّة الحديثة وتطوّر وسائل المواصلات شيئاً فشيئاً بتغيير العلاقة بين الجبل والسهل وبين الريف والمدينة وبين البدو والحضر.

تكافلت العوامل الجغرافيّة لتميّز سوريا المركزيّة عن سائر الشرق الأدنى وبنفس الوقت لتمنع وحدتها الداخليّة وتعطي مناطقها المختلفة شخصيّات متميّزة قليلة التواصل بعضها مع البعض الآخر وممزّقة بين نداء الشرق والصحراء من جهة (ويعتبره الكاتب سلبيّاً) ونداء الغرب والبحر المتوسّط من جهة ثانية (ويعتبره المؤلّف بالطبع إيجابيّاً). شتّان بين المدن-القرى الصغيرة في القلمون التي تتجمّع حول مصادر مياه محدودة وبين واحة دمشق وما أبعد الصلة -على قرب المسافة- بين وادي البقاع وبين السهل الساحلي وكم هو الفرق كبير بين بيروت (والتي كانت حتّى النصف الثاني للقرن التاسع عشر أقلّ أهميّة بكثير من طرابلس وصيدا) وبين عاصمة الأموييّن التي يفصلها عنها سلسلتان جبليّتان وممرّات ضيّقة ووعرة (ضهر البيدر). 

لا يمكن تغطية هذا الكتاب الثمين في عرض سريع كهذا وعوضاً عن ذلك سأحاول مستقبلاً إعطاء بعض التفاصيل من خلال صور وخرائط مرفقة بتعليقات وجيزة مع تخصيص مقال مستقل لبردى ودمشق. 

No comments:

Post a Comment