تضمّ هذه التربة رفات عصمت الدين خاتون ابنة الأتابك معين الدين أنر. تزّوجت هذه الأميرة نور الدين زنكي عام ١١٤٧ للميلاد وعقد قرانها عام ١١٧٦ (أي بعد سنتين من وفاة نور الدين) على الناصر صلاح الدين. لا مناص من الإقرار بالدوافع السياسيّة لهاتين الزيجتين ومثيلاتهما ومع ذلك حازت الأميرة على احترام وإعجاب زوجها إلى درجة قيام خاصّته بإخفاء نبأ موتها عنه عندما فارقت روحها جسدها في نيسان عام ١١٨٥ إذ كان وقتها يتماثل للشفاء من مرض جدّيّ أصابه وفي نفس الوقت يحاول احتواء أزمة نشبت بينه وبين الزنكييّن في الموصل.
ممّا نقله النعيمي عنها أنّها "كانت من أحسن النساء وأعفّهنّ وأكثرهنّ خدمة وهي واقفة الخاتونيّة الجوّانيّة بمحلّة حجر الذهب وخانقاه خاتون ظاهر باب النصر في أول الشرف القبلي على بانياس ودفنت بتربتها في سفح قاسيون قريباً من قباب الجركسيّة ولها أوقاف كثيرة غير ذلك".
تقع التربة الخاتونيّة في حيّ الصالحيّة وتتبع النماذج المألوفة في الأضرحة وقتها في قبّتها المحزّزة المرتكزة على رقبتين مضلّعتين تتخلّلهما النوافذ والمحاريب الصمّاء ولا تزال كسوة الزخارف الجصيّة في غرفة الضريح موجودة في حالتها الأصليّة. شرع ببناء التربة عام ١١٨٢ وبني جامع في محيطها عام ١٣٨٨ سمّي بالجامع الجديد رمّم ووسّع عام ١٥٦٨ في العهد العثماني.
تعود الصورة االملحقة بعدسة الألماني Michael Meinecke إلى مطلع ثمانينات القرن العشرين أو قبل.
الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق. تأليف كارل فولسينجر وكارل فاتسينجر تعريب قاسم طوير وتحقيق عبد القادر ريحاوي.
Ross Burns. Damascus, a History. Routledge 2005.
Gérard Degeorge. Damas: Des origines aux Mamluks. L'Harmattan 1997.
Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.
No comments:
Post a Comment