اكتشف هذا المدفن ككثير من مخلّفات الماضي بمحض الصدفة وكان ذلك في الثالث من تشرين الثاني عام ٢٠٠٦ خلال شقّ نفق سكّة حديد بين البرامكة وفندق شيراتون عندما اصطدمت الآليّات بكتل صخريّة قاسية تبيّن أنّها تنتمي إلى مدفن أثريّ.
نحن إذاً غرب مدينة دمشق ولتوخّي الدقّة الموقع بين مبنى الإذاعة والتلفزيون ووزارة التعليم العالي على أوتوستراد المزّة مقابل الشيراتون (الخارطة الملحقة).
يأخذ المدفن على وجه التقريب شكل الصليب. يؤدّي درج هابط إلى المدخل والموزّع وحوله ثلاث حجرات تتواجد القبور على جوانبها إضافة لقبر يتوسّط كلّاً منها. لربّما كان هناك حجرات إضافيّة ولكن الآليات شوّهت المنطقة المحيطة وتعذّر بالتالي التعرّف عليها.
تعطي الصورة فكرة معقولة عن المدفن تغني الهواة عن الوصف المفصّل أمّا عن موجوداته فقد اقتصرت على كسر عظميّة وفخّاريّة (نرى مثالاً عليها في الشكل الملحق) وزجاجيّة. تعود بعض هذه الكسر إلى العهد المملوكي ونستنتج بناءً عليه أنّ المدفن نعرّض آنئذٍ للتخريب واستخدم لأغراض لا تمتّ إلى وظيفته الأصليّة بصلة.
تدلّ بعض النفايات من بقايا أكياس النايلون وأعقاب السجائر المختلطة مع الكسر العظميّة على تخريبٍ ثانٍ وحديثٍ تعرّض إليه المدفن.
رجّح المؤلّفان بمقارنة هيئة هذا المدفن مع مدافن مماثلة في سوريا أنّه بني خلال العهد الروماني المتأخّر.
محمّد نظير عوض وهمّام سعد. اكتشاف مدفن خلف مبنى الهيئة العامّة للإذاعة والتلفزيون. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة العددان ٥١-٥٢ للعامين ٢٠٠٨-٢٠٠٩.
No comments:
Post a Comment