نرافق اليوم بعثة دمشق الوطنيّة عام ٢٠٠٤ والأستاذ يامن دبّور في عمليّة سبر سور دمشق الجنوبي. اخترت أحد الأسبار الخمسة كمثال ويمكن للمهتمّين مراجعة المقال الأصلي لمزيد من التفاصيل.
أجري هذا السبر على بعد ٤٥ متر غرب باب كيسان بملاصقة السور من الخارج وكشفت في خلاله طبقات مداميك أحجار السور حتّى أساسها وكشفت أيضاً تراكمات الأرض في الحديقة بمحاذاتها.
تبيّن الصورة الأولى المداميك الحجريّة وهي من الأعلى إلى الأسفل:
أوّلاً: خمسة مداميك إسمنتيّة حديثة تعود للنصف الثاني من القرن العشرين.
ثانياً: عدّة صفوف من الحجارة البازلتيّة الصغيرة كالتي نصادفها في العديد من المواضع بين باب توما وباب كيسان.
ثالثاً: مدماك من الحجارة الكلسيّة الكبيرة المنضّدة بشكل شاقولي وهي ليست في مكانها الأصلي بل معادة الاستخدام.
رابعاً: مدماكان من الحجارة الكلسيّة الكبيرة المنضّدة أفقيّاً وهي أيضاً معادة الاستخدام.
خامساً: مدماك من الحجارة الكلسيّة الكبيرة وهذا المدماك روماني ينتمي للسور الأصلي ولا دليل على تحصينات سابقة له في هذا الموضع على الأقلّ. يتوضّع هذا المدماك فوق حجارة الأساس مباشرة وتفصله هذه بدورها عن الأرض الطبيعيّة.
تأريخ هذه المداميك ممكن بفضل تحليل معطيات طبقات الأرض المجاورة لها من جهة الحديقة (أي من جهة السور الخارجيّة) وهي من الأعلى إلى الأسفل كما يلي:
أوّلاً: الطبقة ١٠١ عبارة عن تربة زراعيّة.
ثانياً: الطبقة ١٠٢ بقايا لبن منهار.
ثالثاُ: الطبقتان ١٠٣ و ١٠٤ بقايا ردميّات تعود للنصف الثاني من القرن العشرين.
رابعاً: الطبقة ١٠٥ تحتوي على كسر فخّاريّة من العهدين المملوكي والعثماني.
خامساً: الطبقة ١٠٦-١٠٧ تحتوي على كسر فخّاريّة من القرن العاشر للميلاد.
سادساً: الطبقة ١٠٨ رومانيّة تمتّد فوق الأرض الطبيعيّة مباشرة وتغطّي أساس السور ومدماكه الأوّل.
سبرت البعثة أربع مواضع إضافيّة لن أتعرّض إليها لتجنّب الإطالة.
للحديث بقيّة.
يامن دبّور. أضواء على الجهة الجنوبيّة من سور مدينة دمشق. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة العددان ٥١-٥٢ للعامين ٢٠٠٨-٢٠٠٩.
No comments:
Post a Comment