Monday, October 21, 2019

جامع وتربة التينبيّة


تنسب هذه التربة لنائب دمشق تنبك ١٣٩٢-١٣٩٩ للميلاد حين تولّى "المقرّ الكريم العالي المولوي المالكي المخدومي السيفي تنبك المحسني الملكي الظاهري أدام الله تعالى أيّامه في شهر المحرّم سنة خمس وتسعين وسبعمائة".العبارة مأخوذة كما هي من مخطوطة كتاب "الدرّة المضيئة في الدولة الظاهريّة" لمحمّد ابن محمّد ابن صصرى الذي يعلمنا أنّ زوج تنبك دفنت في "التربة التي عمّرها في غاية الحسن في القبيبات وكان لها جنازة هائلة رحمها الله تعالى".

لم يذكر ابن صصرى وفاة الأمير تنبك كون الفترة التي غطّتها مخطوطته انتهت في الموافق لعام ١٣٩٧ للميلاد ومن المعروف أنّ هذا النائب تولّى في أيّام الظاهر برقوق أوّل سلاطين المماليك البرجيّة ثمّ تمرّد لاحقاً على فرج ابن برقوق وأعدم. 

الموقع جنوب المحلّق الجنوبي (ما كان ضرّ لو "حلّق" هذا الشارع بضعة كيلومترات إلى جنوب مساره الحالي ووفّر النسيج العمراني لحيّ الميدان العريق؟!) أمّا عن الوصف فهو مقتبس باختصار وتصرّف عن كتاب الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق تعريب الأستاذ قاسم طوير وتحقيق الدكتور عبد القادر ريحاوي رحمه الله عن المستشرقين الألمانييّن Wulzinger و Watzinger.

واجهة الجامع متناظرة يتوسّطها محراب المدخل العالي ومئذنة أجزاؤها العلويّة حديثة العهد ونرى على الجانبين في الأعلى قبّتين زالت طاستاهما ولم يبق منهما إلّا رقبتيهما المؤلّفتين من اثني عشر ضلعاً معظم نوافذهما مسدودة. على كلّ من جانبيّ البوّابة نافذتان وتعلوا كل نافذة زهرة مستديرة. تتوضّع مقرنصات في أعلى المدخل فوقها طاسة غائرة قوقعيّة الشكل. لم يقم العالمان الألمانيّان بتفقّد المبنى من الداخل.

الصورة أعلاه بعدسة Michael Meinecke وتعود لمطلع ثمانينات القرن العشرين أو قبل. 







William M. Brinner. A Chronicle of Damascus 1389-1397. University of California Press 1963. 

Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.

No comments:

Post a Comment