Saturday, October 5, 2019

شهود يهوه


تلقّيت منذ فترة كتيّباً صغيراً أنيقاً مصوّراً باللغة الإنجليزيّة بطول مائتيّ صفحة ونيّف الهدف منه تعريف المبتدىء بمعتقدات "شهود يهوه" وهي إحدى الطوائف الإنجيليّة البروتستانتيّة العديدة. 

أهداني الكتاب سيّد دمث ودود في منتهى التهذيب واللطف شأنه في ذلك شأن المبشّرين عموماً دون أن يسألني عن معتقدي أو ديني ودون أدنى ضغط أو محاولة لإقناعي أو دعوة إلى أن أعتنق ما يعتقده صدقاً وحقّاً. أضاف هذا السيّد أنّ طائفته ممنوعة من التبشير في بعض البلدان لأسباب سياسيّة.   

أحترم -كنت ولا زلت- حقّ أي إنسان في الإيمان بما ومن يشاء وحقّه في تحديد هويّته وأعتقد أنّ الطريقة المثلى للتعرّف على فكر كائن من كان هي من خلال تصرّفاته أوّلاً وما يقوله نطقاً أو كتابة ثانياً وليس من خلال ما يقوله الآخرون عنه. بناءً عليه أقوم في الأسطر التالية بتلخيص معتقدات "شهود يهوه" كما عرّفوها:


الكتاب المقدّس صحيح

تطلّبت كتابة العهد القديم والعهد الجديد أكثر من ١٦٠٠ سنة ولم يكن الهدف منه أن يكون كتاباً مدرسيّاً أو أن يلخّص العلم ولكنّه عندما يتكلّم عن الأمور العلميّة فهو دائماً وأبداً صحيح وعلى سبيل المثال البيت الثاني والعشرين من الإصحاح الأربعين في سفر إشعيا ذكر أنّ الأرض كرويّة بينما اعتقدت الغالبيّة العظمى من الناس ولقرون بعدها أنّها مسطّحة (قارن مع ما يقال في صدد الإعجاز العلمي للقرآن). على نفس المنوال التاريخ في الكتاب المفدّس هو الحقيقة بحلوها ومرّها وتنبّؤاته تتحقّق دوماً كما في حالة دمار بابل (إشعيا البيت التاسع عشر من الإصحاح الثالث عشر) وتنبّؤ ميخا بولادة المسيح في بيت لحم (البيت الثاني الإصحاح الخامس) وبظهوره عام  ٢٩ للميلاد (دانيال البيت الخامس والعشرون الإصحاح التاسع) وبالتالي يمكن الاعتماد على مصداقيّة التنبّؤات عن المستقبل. 



لماذا خلق الله (يهوه) الإنسان؟

كي يتكاثر ويملأ الدنيا بنسله ويجعلها جنّة ويحيط حيواناتها برعايته. لم يخلق الله الشيطان بل اختار أحد ملائكته أن يصبح شيطاناً والإنسان أيضاً يملك إرادة حرّة وعقلاً يستطيع استعمالهما كيف شاء وأنّى أراد. يريد يهوه منك أن تحبّه وأن تستعمل إرادتك لخدمته وهو لن يكلّفك أبداً ما لا طاقة لك به. 



علاقة الله مع المسيح

خلق يهوه المسيح قبل كلّ الأشياء والكائنات منذ بلايين السنين وقبل السموات والأرض ويترتّب على هذا أنّ المسيح ليس إلهاً بل هو مخلوق له بداية على عكس الله الأزلي. الأب أعظم من الابن ويسوع لم يفكّر بالألوهيّة مطلقاً بل هو ابن مطيع ليهوه ومخلص له والعبادة ليهوه فقط من خلال المسيح. الديانات التي تقول بألوهيّة الثالوث مزيّفة.



عن آدم والبشر

خلق الله آدم على صورته وحكم عليه بالفناء عندما عصى مشيئته (الخطيئة الأصليّة Original Sin) ومعه بقيّة البشر ولكن بإمكاننا الحصول على الحياة الأبديّة بفضل تضحية المسيح فادي العالم. لا صحّة للديانات التي تقول أنّ لأشرار سيحترقون في الجحيم إلى الأبد وما هذا الادّعاء إلّا إهانة ليهوه واتّهام شنيع له بالقسوة. سيبعث الناس في يوم الحشر الصالح منهم والطالح لإعطاء الفئة الثانية الفرصة للتعرّف على الله  ويستثنى من ذلك الأشخاص الذين يرفضون أن يغيّروا ما في قلوبهم. 



ملكوت المسيح ونهاية العالم

بدأ المسيح يحكم ملكاً على العالم عام  ١٩١٤ (المجيء الثاني أو Second Coming) ونهاية العالم قريبة للغاية. إذاً بداية النهاية كانت عام ١٩١٤ وتأتي النهاية أي معركة Armageddon (المواجهة النهائيّة بين قوى الخير وقوى الشرّ) يدمّر فيها عالم الشيطان إلى غير رجعة. سيزول العنف والخبث والجريمة والحرب والمرض من البسيطة وستصبح الأرض جنّة ويسود السلام بين الإنسان وسائر الكائنات الحيّة وسيبعث الأموات من جديد.  


الإجهاض والدماء والحياة عموماً

الحياة غالية على يهوه والإجهاض محرّم. يسمح للإنسان أن يقتل الحيوانات للحصول على الغذاء والرداء وأيضاً للدفاع عن نفسه. أكل الدم حرام ولا يجوز أكل لحم أي حيوان حتّى يسيل دمه بالكامل. لا يجوز للإنسان أن يقبل بنقل الدم إليه حتّى ولو كانت حياته مهدّدة وطاعة يهوه أهمّ من محاولة إطالة العمر عن طريق معصيته.    



العائلة

الرجل رأس الأسرة وخضوع المرأة إليه واجب عليها. الزنا هو المبرّر الوحيد للطلاق. طاعة الأولاد لأهلهم واجب عليهم تماماً كما أطاع يسوع يهوه. 



السياسة

يجب عدم التدخّل في السياسة والسبب أنّ مملكة الله لا تنتمي لهذا العالم ويطلب الكتاب المقدّس منّا إطاعة أولي الأمر (أي الحكومة) على مبدأ "أعط ما لقيصر لقيصر وما للّه للّه" أو في الإسلام "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم". 



الصور والأيقونات والعبادة

لا يريد يهوه استعمال أي صور في العبادة (خروج الآية الرابعة من الإصحاح العشرين) وأيضاً مزامير وإشعيا وغيرها. البروتستانت عموماً ضدّ الأيقونات والتماثيل وهلمّجرّا. يمكن للإنسان أن يتعبّد الله كما يشاء ولا يهمّ إذا كان جالساً أم واقفاً أم راكعاً. 



عيد ميلاد المسيح وأعياد الميلاد عموماً

عيد الميلاد في الأصل وثني احتفل فيه الرومان بميلاد الشمس في الخامس والعشرين من كانون الأوّل بينما المسيح لم يولد في هذا التاريخ ولم يحتفل به رسله وأتباعه. الاحتفال بعيد ميلاد الأشخاص -أي شخص- أيضاً عادة وثنيّة وشهود يهوه ينبذون هذا التقليد. إذا هنّأك أحدهم بعيد ميلاد اشكره بلطف -دون أن تبادله التهنئة- والقرار يعود لك في قبول هديّته من عدمها. 


العمادة

قبل التعميد يتعيّن عليك أن تتعرّف على يهوه ويسوع (بالتالي عمادة حديثيّ الولادة غير مقبولة) من خلال دراسة الكتاب المقدّس ولا يعني هذا بالطبع وجوب الإلمام بكلّ ما ورد فيه.



الصليب

المسيح لم يمت على الصليب واستعمال الصلبان مرتبط بالديانات الزائفة. أدخل الإمبراطور قسطنطين بدعة الصليب كرمز للمسيحيّة في القرن الرابع للميلاد.  





No comments:

Post a Comment