Sunday, October 13, 2019

مدخل المدرسة العادليّة الكبرى


دمشق اليوم أغنى مدن الشرق الأدنى -والعالم- بالآثار الأيّوبيّة. أحصى فيها ابن شدّاد عام ١٢٥٩ ثمان وتسعين حمّاماً داخل السور أي أكثر من ضعفي العدد المذكور في تاريخ ابن عساكر قبل قرن منه أمّا عن المدارس فقد بني منها تسع وستّون في العهد الأيّوبي بينما لم يتجاوز عددها أحد وعشرين عندما دخل صلاح الدين المدينة. تبقى القلعة أهمّ الأوابد الأيّوبيّة ويتواجد معطم هذه المعالم داخل سور دمشق في الشمال والغرب أوّلاً والصالحيّة ثانياً. 

بدأ بناء المدرسة العادليّة في عهد نور الدين زنكي ثمّ توقّف لعشرات السنوات ليستأنف تحت حكم الملك العادل وينجز على عهد ابنه المعظّم عيسى (١٢١٨-١٢٢٧) الذي خصّص لها وقفاً وأعطاها اسم أبيه الذي دفن فيها عام ١٢٢٢ للميلاد. 

العادليّة في الأصل أكبر ممّا هي عليه اليوم إذ عدّلت وأصابها التلف في عدّة مواقع إلى درجة أنّ العالمين الألمانييّن Wulzinger و Watzinger لم يتمكّنا من إجراء معاينة شاملة لها عندما زاراها عام ١٩١٧ إذ كانت معظم حجراتها وقتها مؤجّرة للسكن وأضاف الدكتور عبد القادر ريحاوي أنّ أجزاءً منها كانت لا تزال مقتطعة ومدغمة في المساكن المجاورة عام ١٩٨٤. 

بالنسبة لتاريخها الحديث أصبحت العادليّة مقرّاً لمتحف دمشق اعتباراً من العهد الفيصلي وحتّى بناء المتحف الوطني الحالي غرب التكيّة السليمانيّة في ثلاثينات القرن العشرين عندما نقلت محتوياتها إلى البناء الجديد (كما نقلت مخطوطات جارتها الظاهريّة بعد نصف قرن إلى مكتبة الأسد).

تعود الصورة أعلاه بعدسة الفنّان الراحل مروان مسلماني إلى مطلع ثمانينات القرن العشرين أو قبل ويظهر فيها مدخل العادليّة المهيب كآية من آيات فنّ نحت وتنسق الحجارة إذ تعلوا تجويف البوّابة قبّتان مقرنصتان متلاصقتان ويتوسّط القوس فوقهما وحولهما مفتاح معلّق clef pendante ضخم نرى على جانبيه قوسين بفصوص ثلاثيّة.  





Gérard DegeorgeDamas: Des origines aux Mamluks. L'Harmattan 1997.

Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.

No comments:

Post a Comment