Saturday, October 26, 2019

مئذنة هشام


في دمشق ثلاث مآذن تجسّد تطور فنّ العمارة المملوكي في القرن الخامس عشر. الأولى (الأقدم) مئذنة هشام (١٤٢٧ للميلاد) والثانية مئذنة القلعي (١٤٧٠) والثالثة المئذنة الجنوبيّة الغربيّة للجامع الأموي أو مئذنة قايتباي (١٤٨٨).

تقع مئذنة هشام داخل سور المدينة بين سوقيّ الصوف ومدحت باشا وقال العالمان الألمانيّان Wulzinger و Watzinger عندما وصفاها قبل مائة عام أنّها تعود لعام ١١٧١ للهجرة (١٧٥٧ للميلاد) ولكنّهما أضافا أنّ الأهالي أرجعوها لعهد أقدم وهذا قطعاً هو الأصحّ بدلائل عماريّة وتاريخيّة ولربّما كان التاريخ المتأخّر يشير إلى تجديدها وترميمها.  

المئذنة كما نعرفها اليوم ونقلاً عن كتاب الدارس في تاريخ المدارس متواجدة في سوق الفسقار (مدحت باشا) وتعود لذي الحجّة سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة (أي ١٤٢٧ للميلاد) استشهاداً بالنصّ الآتي: "وفي هذه السنة فرغ من بناء مسجد ابن هشام بالفسقار بناه القاضي بدر الدين بن مزهر من ماله وجاء في غاية الحسن وبنى له مئذنة في غاية الظرف". 

يقسم جذع المئذنة إلى أربعة طوابق أو مستويات شديدة الغنى بالزخارف إلى درجة المغالاة كما في الأوابد المملوكيّة عموماً. ترتكز شرفة المؤذّن المسقوفة بالخشب على ثلاثة صفوف من المقرنصات ويتوجّها رأس من الأجرّ المطلي بالجصّ.   

الصورة بعدسة مروان مسلماني وتعود لمطلع ثمانينات القرن العشرين أو قبل. 








Gérard DegeorgeDamas: Des origines aux Mamluks. L'Harmattan 1997.

Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.

No comments:

Post a Comment