Sunday, October 27, 2019

جامع السليميّة


أو جامع الشيخ محي الدين نسبة إلى المتصوّف الأندلسي محي (محيي) الدين بن عربي الذي ولد في مرسية الأندلسيّة عام ١١٦٥ وتوفّي ليدفن في الصالحيّة غلى سفح قاسيون عام ١٢٤٠ عندما كان هذا الحيّ بلدة مستقلّة. 

هذا الجامع  أوّل دور العبادة العثمانيّة في دمشق بني عام ١٥١٨ أي بعد ثلاثمائة عام من وفاة من عرف باسم الشيخ الأكبر بمبادرة من السلطان سليم الأوّل الذي لقّبه الأوروبيّون بالعابس Selim the Grim. أنجز الجامع في فترة قياسيّة لم تتجاوز الخمسة أشهر واستعمل في بنائه أحجار وأعمدة أخذت من دار السعادة أي قصر نوّاب دمشق المماليك الذي تواجد قديماً داخل سور المدينة جنوب القلعة أمّا عن المعماري فهو شهاب الدين أحمد ابن العطّار الذي خدم قانصوه الغوري سابقاً. ألحق بالجامع أربع مؤذّنين وثلاثون قارئاً للقرآن ويعتبر من آيات الفنّ الدمشقي بصحنه المحاط بالأروقة وقاعة صلاته أمّا عن المئذنة فهي هجين يمثّل مرحلة انتقاليّة بين الطراز المملوكي بألوانه ومقرنصاته وشرفاته وخليفته العثماني وعلّها أقرب إلى الأوّل. تقع تربة الشيخ محي الدين شرق الجامع وتغطّيها قبّة تعلوا رقبة وحيدة وتتميّز بالقاشاني الذي يغطّي الجدران الداخليّة على ارتفاع خمسة أمتار بداية من الأرض. نرى في مركز الجدار الشرقي لوحاً مؤلّفاً من تسع مربّعات يظهر فيه ثلاث أقواس تتدلّى من قمّتها مصابيح مع كتابات الله، محمّد، أبو بكر، عثمان...  

دفن الأمير عبد القادر الجزائري (١٨٠٨-١٨٨٣) في جوار الشيخ محي الدين  ونقل رفاته إلى الجزائر عام ١٩٦٥ في مطلع عهد استقلالها.  

أصدر السلطان سليم أمره ببناء تكيّة شمال هذا الجامع بهدف إطعام الزوّار وذوي الحاجة والمتصوّفين. احترقت مع الأسف عام ١٥٥٥ ولكنّها جدّدت في عهد سليمان القانوني ولا تزال مع قبّتيها الجميلتين قائمة حتّى اليوم. 

تعود الصورة الملحقة بعدسة الألماني Michael Meinecke إلى مطلع ثمانينات القرن العشرين أو قبل ونرى فيها القبّة التي تتوّج الضريح وخلفها المئذنة.  



 الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق
  

جامع ابن العربي






Ross Burns. Damascus, a History. Routledge 2005. 

Gérard Degeorge. Damas : des Ottomans à nos jours. L'Harmattan (1994)

Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.
  

No comments:

Post a Comment